أيلول الساخن: إسرائيل تكثف هجماتها البرية والجوية في سوريا

2025.10.01 - 10:09
Facebook Share
طباعة

 شهد الجنوب السوري خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025 تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا ملحوظًا، تمثل في 36 عملية توغل بري داخل الأراضي السورية، إضافة إلى أربع ضربات جوية وبرية، وسط أجواء من التوتر الأمني المتزايد في محافظات القنيطرة ودرعا، إلى جانب استهدافات في حمص واللاذقية.


أنماط التحركات الميدانية

اتخذت التحركات الإسرائيلية خلال الشهر أشكالًا متعددة، أبرزها:
تسيير دوريات مدرعة داخل قرى وبلدات حدودية.
نصب حواجز تفتيش مؤقتة على الطرق الرئيسية.
مداهمة منازل واعتقالات طالت مدنيين.
تدقيق في هويات المارة والسكان المحليين.
تجريف أراضٍ ورفع سواتر ترابية باستخدام الجرافات والدبابات، ما ألحق أضرارًا بالبنية التحتية وأثر على شبكات مياه الشرب.


هذه الإجراءات انعكست بشكل مباشر على الحياة اليومية للأهالي، حيث سادت حالة من القلق والخوف نتيجة المداهمات والاعتقالات، فضلًا عن القيود المفروضة على التنقل. كما رُصدت اشتباكات متقطعة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين مجهولين، أدت إلى سقوط إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.


تسلسل أبرز التوغلات خلال أيلول
منذ مطلع الشهر وحتى نهايته، سُجلت سلسلة طويلة من التوغلات، شملت بلدات وقرى في أرياف القنيطرة ودرعا، منها صيدا الجولان، جباتا الخشب، العشة، الأصبح، عابدين، الصمدانية، بريقة، بئر عجم، عجرف، أم باطنة، عين زيوان، أوفانيا، خان أرنبة، المعلقة، كمونية، المشيرفة، صيصون، كويا، معرية، زبيدة الشرقية، العارضة، أبو قبيس، والحلبي.


تفاوتت هذه التحركات بين مداهمات وتفتيش منازل واعتقالات، وبين عمليات تمشيط واستطلاع جوي وتثبيت نقاط تفتيش. كما رافق بعضها توزيع مساعدات غذائية واستبيانات للسكان، في خطوة وُصفت بأنها ذات طابع استخباراتي أكثر من كونها إنسانية.


الضربات الجوية والبرية
إلى جانب التوغلات، نفذت القوات الإسرائيلية أربع ضربات خلال أيلول:
2 أيلول: قصف بري استهدف موقع سرية الطواحين شرق بلدة بريقة في ريف القنيطرة بخمس قذائف.
9 أيلول: غارتان جويتان على محيط مدينة تدمر، استهدفتا موقعًا قرب كتيبة للقوات الجوية جنوب شرق حمص.
لاحقًا: غارتان جويتان على ثكنة عسكرية في سقوبين باللاذقية.


انفجارات
في 29 أيلول، أصيب ضابط إسرائيلي بجروح خطيرة جراء انفجار لغم قرب موقع عسكري في ريف القنيطرة.
بالتوازي، انتشرت تسجيلات لبيان نُسب إلى ما يسمى بـ"المقاومة الوطنية في سوريا – كتيبة الشهيد أحمد مريود" تتبنى العملية، قبل أن تعلن الحركة نفيها التام للبيان واعتباره محاولة لتضليل الرأي العام.


البعد الدولي
بعثات الأمم المتحدة واصلت نشاطها في المنطقة عبر استبيانات ميدانية شملت قرى مثل عين التينة والمعلقة، ركزت على توثيق الانتهاكات وآثار التوغلات على حياة السكان، خاصة ملف المعتقلين.


رمزية رفع العلم
وفي 30 أيلول، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية تسجيلات مصورة تظهر لحظة رفع العلم وعزف النشيد الإسرائيلي في ساحة القنيطرة، دون معلومات مؤكدة عن تاريخ تصويرها. المشاهد أثارت استياءً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما أنها تأتي بعد أكثر من 51 عامًا على تحرير القنيطرة ورفع العلم السوري فيها عقب حرب تشرين 1973.

 

المشهد الميداني في الجنوب السوري خلال أيلول عكس بوضوح تنامي الوجود العسكري الإسرائيلي وتوسيع نطاق السيطرة البرية عبر التوغلات شبه اليومية، إلى جانب تكثيف الضربات الجوية، في وقت تواصل فيه الأمم المتحدة مراقبة الوضع ميدانيًا دون أن يلوح في الأفق أي موقف رسمي سوري أو إقليمي حاسم تجاه هذه التطورات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3