في تحول واضح عن الدعاية التقليدية، لجأ المرشحون لانتخابات مجلس الشعب السوري إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف ببرامجهم السياسية والتواصل مع الناخبين، بينما اختفت لافتات الدعاية من الشوارع والساحات العامة، الحكومة خصصت صالة سينما الكندي في دمشق لإجراء مناظرات رسمية بين المرشحين بحضور أعضاء الهيئة الناخبة، في خطوة تهدف إلى توسيع آليات التعريف بالمرشحين بعيداً عن الطرق التقليدية، ما يعكس سعي السلطات لإضفاء طابع أكثر تنظيمية ومهنية على العملية الانتخابية خلال المرحلة الانتقالية.
صالة سينما الكندي منصة رسمية للمناظرات:
اعتمدت السلطات السورية صالة سينما الكندي لإجراء المناظرات الانتخابية، حيث يلتقي المرشحون مع أعضاء الهيئة الناخبة لمناقشة برامجهم ومواقفهم السياسية، هذه المبادرة توفر فرصة للتفاعل المباشر بين المرشحين والناخبين، في سياق يختلف عن الاعتماد على الخيام الانتخابية واللافتات المنتشرة في الشوارع.
وأوضحت اللجنة الانتخابية بدمشق أن دعم المرشحين سيتم عبر التكتلات وإنشاء علاقات مباشرة مع أعضاء اللجان الناخبة، في إطار نظام التصويت غير المباشر الذي يُطبق خلال هذه المرحلة الانتقالية.
مشاركة النساء محدودة بسبب العقبات الاجتماعية والثقافية:
انطلقت حملة الدعاية لانتخابات مجلس الشعب السوري لنحو ألف وخمسمائة وثمانية وسبعين مرشحاً، منهم أربعة عشر في المائة من النساء، وقد اعتبرت اللجنة العليا للانتخابات هذه النسبة منخفضة مقارنة بالمستوى المطلوب، وأرجعت ذلك إلى أسباب اجتماعية وثقافية، إضافة إلى ضعف الوعي بأهمية مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية. وأكدت شهادات نسائية من مختلف المحافظات أن العقلية الذكورية ما زالت تشكل حاجزاً أمام مشاركة المرأة، حيث يضطر كثير منهن للاختيار بين الالتزامات الأسرية والانخراط في العمل العام، فيما يعتمد عدد قليل على جهود شخصية للحصول على مقاعد في اللجان الانتخابية دون دعم المجتمع المحلي أو تزكية رسمية.
النظام الانتخابي غير المباشر وآلية التصويت:
تجرى الانتخابات وفق نظام غير مباشر خلال المرحلة الانتقالية، حيث يُنتخب ثلثا أعضاء مجلس الشعب عبر الهيئات الناخبة، بينما يعيّن رئيس الجمهورية الثلث المتبقي. وقد حدد المرسوم الانتخابي المؤقت الشروط اللازمة للمرشحين وأعضاء اللجان، بما يضمن الامتثال للقوانين واللوائح الانتخابية. تشمل الانتخابات جميع المناطق السورية عدا السويداء والرقة والحسكة التي تم تأجيلها لأسباب أمنية، إلا أنه تم تشكيل لجان فرعية في مناطق محدودة من الرقة والحسكة التي تخضع لسيطرة الحكومة لضمان مشاركة محدودة ضمن الظروف المتاحة.
مدونة السلوك لضمان نزاهة الانتخابات:
أصدرت اللجنة العليا للانتخابات مدونة سلوك المترشح كإطار أخلاقي وقانوني، تلزم المرشحين بالالتزام بالنظام الانتخابي واللوائح الناظمة، واحترام القرارات النهائية للجنة العليا. وتهدف هذه المدونة إلى منع أي خرق للقانون أو التأثير على نزاهة العملية الانتخابية، وتعكس سعي السلطات لتطبيق رقابة دقيقة على المرشحين وضمان سير العملية الانتخابية بشفافية نسبية خلال المرحلة الانتقالية، بما يعزز الثقة في العملية ويحد من التجاوزات المحتملة.