رسائل من مظلوم عبدي إلى أحمد الشرع

2025.09.30 - 03:17
Facebook Share
طباعة

كشفت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية"، أن قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، بعث رسائل إلى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، عبر قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، براد كوبر.


وقالت أحمد في مقابلة مع مجلة المجلة، نُشرت في 29 أيلول، إن الرسائل تضمنت استعداد "قسد" للاندماج في مؤسسات الحكومة السورية، والبدء بتشكيل لجان مشتركة، إلى جانب خطوات لبناء الثقة. وأضافت أن عبدي أكد استعداد قواته "للشراكة في بناء سوريا الجديدة ضمن رؤية جامعة"، معتبرة أن هذه الإجراءات يمكن أن تشكل بداية لمسار تفاهم طويل.


وأوضحت أحمد أن واشنطن طالبت دمشق بالانضمام رسميًا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن "الحكومة السورية مدعوة لحسم موقفها من مكافحة الإرهاب"، بحسب تعبيرها.


زيارة كوبر إلى شمال شرقي سوريا جاءت، وفق أحمد، للاطلاع على رؤية "قسد" بشأن آلية الاندماج المحتملة مع دمشق، وتثبيت الشراكة في الحرب ضد التنظيم، إضافة إلى مناقشة مشاريع اقتصادية وخدمية في المنطقة.


وفي موازاة ذلك، تحدثت أحمد عن نقاشات حول فتح معبر "نصيبين" بين القامشلي وتركيا، مؤكدة أن أنقرة أبدت انفتاحًا على المقترح. لكنها أوضحت أن تركيا "لا تؤدي دورًا إيجابيًا في العملية السياسية"، مشيرة إلى أنها تربط بين الملف الكردي في سوريا وملفها الداخلي، وهو ما يعرقل أي تقدم.


كما لفتت إلى أن الوجود العسكري الأمريكي يتجه تدريجيًا للتركيز على سوريا أكثر من العراق، واعتبرت أن هذا "توجه مريح"، لأن استقرار سوريا ينعكس على مجمل الشرق الأوسط.


وحول المخاوف من تقسيم البلاد، نفت أحمد وجود أي مشاريع جدية لذلك، وقالت: "بناء سوريا الجديدة لا يمكن أن يتم بجهود طرف واحد، بل عبر الحوار بين دمشق وباقي المكونات".


وأكدت دعم "الإدارة الذاتية" للخطوات التي تجري في السويداء، مشيرة إلى تنسيق مع المجتمع الدرزي "لتعزيز الأمن والاستقرار"، على حد وصفها. كما أشارت إلى أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، أصبح أكثر واقعية في جهوده للتقريب بين الأطراف السورية بعد أن كان متعجلًا في السابق.


من جهة أخرى، تحدثت أحمد عن مقترحات قدمتها أطراف سورية ودولية تمنح مظلوم عبدي أو أحد قياديي "قسد" منصبًا عسكريًا رفيعًا في الجيش السوري، مثل "وزارة الدفاع" أو "رئاسة الأركان". لكنها شددت على أن العقبتين الأساسيتين في المفاوضات هما مستقبل العلاقة بين "قسد" والجيش السوري الجديد، ومستقبل "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي البلاد، ولا سيما طبيعة العلاقة بين المركزية واللامركزية.


وفي المقابل، أبدى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مواقف متحفظة حيال مطالب "قسد". ففي لقاء سابق، اعتبر الشرع أن سوريا "لامركزية بنسبة 90%" بالفعل، وأن طرح أنظمة فيدرالية أو نماذج مشابهة "غطاء لمشاريع انفصالية".


وقال الشرع في أول لقاء له مع مظلوم عبدي: "إذا جئت إلى هنا للمطالبة بحقوق الكرد فلا تهتم. مبدئي أن الكرد مواطنون متساوون في سوريا، وأنا أهتم بحقوقهم أكثر منك".


كما أشار الشرع إلى أن اتفاقية 10 آذار بينه وبين عبدي كانت، للمرة الأولى، تحظى بدعم أمريكي وتركي، لكنه رأى أن أطرافًا داخل "قسد" و"حزب العمال الكردستاني" عرقلت تنفيذها وأبطأت مسارها.


تطورات المراسلات عبر قائد "سينتكوم" بين "قسد" ودمشق تفتح، بحسب مراقبين، نافذة جديدة على مسار معقد قد يعيد رسم ملامح العلاقة بين الطرفين. وبينما تؤكد الإدارة الذاتية على الحوار والاندماج التدريجي، يضع الشرع خطوطًا حمراء حول شكل النظام المستقبلي ووحدة الدولة، في وقت تبقى فيه واشنطن لاعبًا أساسيًا في ضبط إيقاع هذه التفاهمات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8