حماس تواجه خطة ترامب: الثوابت الفلسطينية فوق كل اعتبار

2025.09.30 - 10:07
Facebook Share
طباعة

تتواصل تداعيات خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي طُرحت كحل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لتثير موجة جديدة من ردود الفعل على الساحة الفلسطينية، فيما يشدد قادة الحركة الفلسطينية على تمسكهم بالثوابت الوطنية، في وقت يسعى فيه بعض المسؤولين المحليين لتقديم حلول عاجلة للحد من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.

وفي بيان صادر عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، دعا الأخير إلى وقف فوري وشامل للحرب في غزة، مؤكداً على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من القطاع. وأكد بدران أن "حماس منفتحة على جميع الأفكار والمقترحات دون التنازل عن الثوابت الوطنية"، مشددًا على أن "حق الشعب الفلسطيني في المقاومة مشروع ويتماشى مع القانون الدولي". كما أشار إلى أن مقاتلي الحركة تمكنوا من مواجهة "ترسانة عسكرية جبارة وإجرامية" بأسلحة بسيطة، في إشارة إلى ما وصفه بالبطولات الميدانية التي خاضها الفلسطينيون ضد الجيش الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، تناول رئيس بلدية خان يونس، علاء البطة، ما أسماه انعكاسات خطة ترامب على الحقوق الفلسطينية، واصفاً إياها بأنها "تضييع وتدمير للحقوق، وتجسيد لعالم تحكمه القوة المتفردة والدعم اللامحدود لإسرائيل واليمين المتطرف". وأكد البطة أن استمرار الحرب لأكثر من 725 يومًا دون قدرة المجتمع الدولي والإسلامي والعربي على فرض وقف لإطلاق النار، "إلا بموافقة ترامب"، يعكس حجم العجز الدولي وغياب الإرادة الفعلية لإنهاء المأساة الإنسانية.

مبادرات عاجلة للتعامل مع الأزمة

طرح البطة مجموعة من التوصيات العاجلة للتعامل مع المبادرات المطروحة، تضمنت:

1. دعوة جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة فتح، إلى اجتماع افتراضي عاجل، للاتفاق على رد جماعي ومناقشة "مبادرة ترامب" بشكل يضمن وقف إطلاق النار وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار.


2. تشكيل وفد تفاوضي من شخصيات وطنية وخبراء فلسطينيين، برئاسة السلطة الفلسطينية، ورعاية دول عربية مثل السعودية ومصر وقطر، بالإضافة إلى تركيا، بهدف استكمال النقاط العالقة وتحسين بعض البنود، والحصول على الضمانات اللازمة حول الانسحاب وتحديد مواعيد الإفراج عن الأسرى.


3. حال صعوبة تنفيذ هذه المبادرة، دعا البطة إلى تسليم ملف قطاع غزة بالكامل إلى لجنة عربية وإسلامية برئاسة مصر والسعودية، على أن تلتزم حركة حماس بكافة القرارات الصادرة عن هذه اللجنة.

 

وختم البطة بيانه بالتأكيد على أن "وقف المقتلة والتدمير والإبادة هدف ديني ووطني يسعى إليه الجميع منذ عامين"، مشددًا على أن المرحلة الحالية قد تمثل فرصة مهمة لحقن الدماء وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

خلفية الأزمة

تأتي هذه التصريحات في وقت يعيش فيه قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، وسط حصار مستمر وعمليات عسكرية متقطعة، أودت بحياة آلاف المدنيين وأدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية. كما يعكس هذا الموقف الفلسطيني التقليد الراسخ للحفاظ على الثوابت الوطنية، بما فيها حق العودة والقدس الشرقية المقاومة والحق في الدفاع عن النفس، مقابل الضغوط الدولية لاستجابة فلسطينية مقيدة بخطة ترامب التي اعتبرها كثير من الفلسطينيين محاولة لفرض "صفقة غير متوازنة".

وبينما تركز حماس على المقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية، يسعى بعض القادة المحليين مثل رئيس بلدية خان يونس إلى فتح قنوات تفاوض عربية جماعية كحل عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية، وهو ما يعكس تباين الرؤى داخل الساحة الفلسطينية بين خيار المقاومة وخيار التفاوض العربي الإقليمي.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1