وثيقة سرية تهز إسرائيل.. حرب غزة بلا خطة سياسية وقيادة في مأزق

2025.09.29 - 09:45
Facebook Share
طباعة

هزّت مذكرة سرّية نُقلت إلى القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أركان الدولة وأثارت صدمة واسعة في الداخل والخارج، بعد أن كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن العمليات العسكرية في قطاع غزة تفتقر إلى أي هدف سياسي واضح، وتضع حياة الجنود والرهائن على المحك.

وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن المذكرة، التي وُصفت بـ"شديدة الحساسية والسرية"، سلمها زامير مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، قبل يوم من اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة خطة أمريكية لإنهاء الحرب.

أكد زامير في الوثيقة أن "مقاتلي الجيش الإسرائيلي يعودون إلى المواقع نفسها من دون أي هدف سياسي أو استراتيجية واضحة"، مشيراً إلى أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة يعرض الرهائن للخطر ويزيد من تدهور وضعهم اليومي. وأضاف: "كل عملية عسكرية تحتاج إلى نهاية سياسية، والوضع الراهن في غزة لا يوفر أي مخرج سياسي أو حلول استراتيجية".

وشدّد زامير على أن إسرائيل ترفض البحث عن بديل لحركة حماس في القطاع، ما يجعل العمليات العسكرية بلا أي أفق سياسي، ويزيد من مخاطر التصعيد على الجنود والمدنيين على حد سواء.

أثارت المذكرة ردود فعل غاضبة بين أهالي الجنود الإسرائيليين في غزة، حيث عبروا للقناة 13 عن صدمتهم العميقة، وقالوا: "بحسب كلام رئيس الأركان نفسه، فإن الجيش يرسل أبناءنا للموت والإصابة من دون أي هدف. أرواح أبنائنا ليست رخيصة، وهذا هو الوقت كي يقف أهالي المقاتلين ويوقفوا هذه الحرب العبثية".

وقد أكدت المذكرة مخاوف الأهالي من أن استمرار العمليات العسكرية بهذا الشكل قد يؤدي إلى خسائر فادحة لا يمكن تبريرها سياسياً، وأن القيادة السياسية تتحمل مسؤولية مباشرة عن حياة الجنود والرهائن.

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وجود الوثيقة، واصفاً إياها بأنها "شديدة الحساسية"، محذراً من أن أي تسريب لمحتواها يمثل "خرقاً لأمن الدولة". تأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه المؤسسة العسكرية انقسامات واضحة بين القيادة السياسية والعسكرية، مع زيادة الضغط الدولي للبحث عن حلول سياسية عاجلة لإيقاف النزيف في القطاع.

تأتي هذه المذكرة في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات الدولية مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، في ظل تحذيرات منظمات حقوق الإنسان من كارثة إنسانية وشيكة. وتعكس الوثيقة أيضاً القلق الأمريكي من استمرار القتال بلا خطة سياسية، خصوصاً مع اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب لمناقشة مقترحات للتهدئة.

كما أن استمرار العمليات العسكرية بلا أهداف سياسية واضحة قد يؤدي إلى عزل إسرائيل دولياً، وتصعيد الغضب الشعبي داخل الأراضي المحتلة، وتفاقم النزاعات الداخلية بين الجيش والحكومة، مما يضع مستقبل السياسة الإسرائيلية في مواجهة تحديات غير مسبوقة.

التحليلات تشير إلى أن هذه المذكرة قد تكون شرارة لإعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، خصوصاً بعد تسجيل خسائر متزايدة بين الجنود المدنيين والمقاتلين، وارتفاع أصوات المطالبين بوقف العمليات والبحث عن حلول سياسية عاجلة.

وقد تكون هذه الوثيقة أيضاً مؤشرًا على توتر غير مسبوق بين الجيش الإسرائيلي والحكومة، حيث تكشف لأول مرة بشكل رسمي أن العمليات العسكرية مستمرة بلا خطة سياسية واضحة، وأن هناك فجوة حقيقية بين القيادة السياسية وأركان الجيش.

مذكرة زامير تمثل صدمة للشارع الإسرائيلي والعالمي، وتضع الحكومة أمام أسئلة مصيرية: هل ستواصل إسرائيل حرباً بلا هدف سياسي، معرضة المدنيين والجنود للدمار، أم ستستجيب للضغط الدولي والداخلي لإيجاد مخرج سياسي عاجل؟

يبقى أن الحرب في غزة مستمرة، والمخاطر تتصاعد مع كل يوم، بينما يراقب العالم عن كثب المأساة الإنسانية والضغوط السياسية التي تتعرض لها إسرائيل من الداخل والخارج، وسط تحذيرات صريحة من أن استمرار النزاع بلا نهاية سياسية قد يتحول إلى كارثة شاملة على جميع الأصعدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10