لماذا حذرت القسام من مصير الأسيرين ميران وإنغريست؟

2025.09.28 - 04:48
Facebook Share
طباعة

في تطور ميداني خطير يسلط الضوء على ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، إن التواصل مع الأسيرين الإسرائيليين عمري ميران ومتنان إنغريست انقطع جراء القصف الإسرائيلي المكثف على أحياء الصبرة وتل الهوى خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وجاء في البيان تحميل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن حياة الأسيرين، مؤكداً وضعهما في "خطر حقيقي"، ومطالباً بوقف الغارات الجوية وانسحاب القوات الإسرائيلية جنوب شارع 8 لمدة 24 ساعة بدءاً من مساء الأحد، لإتاحة المجال لمحاولات إنقاذهما.

هذا التطور يضع حكومة الاحتلال أمام مأزق داخلي جديد، إذ ملف الأسرى في غزة يُعد من أكثر القضايا حساسية على المستويين السياسي والأمني داخل إسرائيل، خاصة أن الرأي العام الإسرائيلي يضغط منذ شهور على الحكومة لاستعادتهم بأي ثمن.

تصعيد إنساني – أمني:

المطالبة بوقف العمليات العسكرية 24 ساعة، وإن بدت إنسانية الطابع، تحمل بُعداً سياسياً وأمنياً بالغ الأهمية، فهي تمثل اختباراً حقيقياً لإمكانية فرض معادلة "الأسرى مقابل التهدئة"، وتجعل ملف الجنود والمدنيين المحتجزين لدى حماس ورقة ضغط ميدانية مباشرة.

حماس ورسالة التحذير:

عبارة "وقد أعذر من أنذر" الواردة في بيان القسام لم تأت من فراغ، فهي تعكس استراتيجية تهديدية واضحة تجاه إسرائيل، مضمونها أن استمرار الهجمات يؤدي إلى خسارة ورقة تفاوضية ثمينة هي حياة الأسرى. الرسالة موجّهة إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية وإلى الرأي العام الذي قد يرى في استمرار القصف تهديداً مباشراً لأبنائه في الأسر.

المأزق الإسرائيلي:

على الجانب الآخر، تجد إسرائيل نفسها أمام معضلة حقيقية: الاستجابة لمطلب القسام تعني القبول بهدنة موضعية ولو مؤقتة، وهو ما قد يُفهم كتراجع ميداني، بينما تجاهل الطلب يؤدي إلى فقدان الأسرى، الأمر الذي سيكون له كلفة سياسية داخلية باهظة على الحكومة.

أبعاد إقليمية ودولية:

التطور يفتح الباب أمام تدخلات خارجية، سواء من وسطاء إقليميين كقطر ومصر أو من أطراف دولية، إذ البعد الإنساني للقضية يحظى بمتابعة دقيقة من المجتمع الدولي، ولاسيما تداعيات الحرب على المدنيين والأسرى.


موقف القسام يبين نقطة تحول في مسار المواجهة، إذ يضع ملف الأسرى في قلب المعادلة العسكرية ويحوله إلى ورقة ضغط آنية قد تفرض إيقاعاً جديداً على الميدان.
كما يكشف إدراك حماس أن هذا الملف مدخلاً لإبطاء الاندفاعة الإسرائيلية نحو مزيد من التوغل في غزة، وربما لفتح باب تفاوض غير مباشر حول التهدئة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7