ما حدث عند حدود قطاع غزة مؤخرًا، من بث خطاب نتنياهو عبر مكبرات الصوت، يمثل تصعيدًا غير مسبوق في الحرب النفسية ضد المدنيين، هذه الخطوة ليست مجرد ابتكار تقني، بل إعادة إنتاج لتكتيكات تاريخية استخدمها نظام هتلر في معسكرات الاعتقال لإخضاع المعتقلين وكسر إرادتهم. إسرائيل لم تكتف بالحصار والقصف، وانما أرادت فرض السيطرة النفسية على المحاصرين، ليشعروا بالعجز والخوف المستمر.
خطاب مباشر لم يسمعه أحد:
الهدف المعلن من بث خطاب نتنياهو كان مخاطبة الرهائن، لكن الواقع أثبت أن سكان غزة لم يسمعوا الكلمات الموجهة إليهم بسبب انفجارات القصف المستمرة وارتباك الحياة اليومية في المخيمات، هذه الخطوة كشفت عن محاولة إسرائيل فرض سرديتها بالقوة، بغض النظر عن واقع المدنيين وألمهم، وهو ما ينسجم مع الحرب النفسية المخططة لإخضاع الناس.
استلهام التكتيكات من التاريخ:
خبراء حقوق الإنسان أكدوا أن الاحتلال استوحت هذه التكتيكات من أساليب الجيش النازي في أوروبا، حيث كانت مكبرات الصوت أداة للإذلال وبث الرعب. الأمر لم يقتصر على التاريخ، فقد طبق الجيش الإسرائيلي أسلوبًا مشابهاً ضد المدنيين في غزة، محاكياً ما فعله النازيون والفيتناميون في أوقات سابقة، الهدف الأساسي هو ترسيخ الانكسار النفسي وفرض شعور دائم بالسيطرة.
انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية:
هذه الممارسة لا يمكن اعتبارها مجرد أسلوب عسكري، انما هي انتهاك واضح للحقوق الإنسانية وحرية الأفراد بث خطاب مليء بالتهديد والتحريض في آذان المدنيين، الذين يعيشون تحت حصار وجوع، يمثل محاولة لتدمير الروح الإنسانية وإخضاع السكان بالقوة.
كما أنه يرسخ فكرة إسرائيل تسيطر على كل تفاصيل حياة المحاصرين، بما في ذلك ما يسمعونه ويشاهدونه.
إسرائيل بذلك تؤكد أنها تعتمد على استراتيجيات القمع النفسي، محاولة دمج الحصار الجسدي مع السيطرة العقلية للسكان.
الأسلوب يضع المدنيين في موقف استسلام دائم، ويعيد إلى الأذهان فصولًا مظلمة من تاريخ الإنسانية، دون مراعاة للمعايير الدولية أو أي قيود أخلاقية. استخدام هذه الأساليب ضد المدنيين يكشف عن إرادة إسرائيلية لتدمير القدرة على الصمود والمقاومة، وتحويل الحرب إلى أداة قهر شاملة تشمل الجسد والروح.