مكالمات هاتفية تربك تل أبيب.. فأين قوتها المزعومة؟

2025.09.27 - 09:36
Facebook Share
طباعة

شهدت إسرائيل في الساعات الأخيرة ضجة إعلامية بعد بلاغات عن تلقي عدد من المواطنين مكالمات هاتفية مسجلة بلغة عبرية ركيكة، تتضمن تهديدات ومحاولات مزعومة لتجنيدهم، ورغم الطابع الهزلي للمحتوى، جرى التعامل مع الأمر على نطاق واسع بوصفه "تهديدًا أمنيًا"، في مشهد يعكس حساسية إسرائيل المفرطة تجاه أي حادث في زمن الحرب.

اعتراف رسمي بعدم وجود خطر تقني:

أعلنت المديرية الوطنية للأمن السيبراني في بيان رسمي أن هذه المكالمات "لا تُسبب أي ضرر لأجهزة الهواتف"، وأنها مجرد محاولة تخويف لا أكثر. ومع ذلك، واصلت السلطات تهويل القضية، عبر نشر أرقام الهواتف التي وردت منها المكالمات، وتحذير الجمهور من الاستجابة لها أو الضغط على أي رقم أثناء المكالمة.

اتهامات لإيران:

كالعادة، سارعت إسرائيل إلى اتهام إيران بالمسؤولية وقالت الشرطة إن ما جرى يندرج ضمن "محاولات أجهزة المخابرات الإيرانية لتجنيد مواطنين إسرائيليين"، دون أن تقدّم أي دليل ملموس على هذه المزاعم. وتكررت الإشارة إلى "الحرس الثوري الإيراني" باعتباره الجهة التي تقف وراء الحادثة، في إطار الرواية الإسرائيلية التقليدية التي تضع طهران في موقع المتهم الدائم.

جزء من حرب نفسية قديمة:

هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها إسرائيل ضجة مشابهة. قبل أشهر قليلة، حذّرت المديرية السيبرانية من رسائل نصية بالعربية أُرسلت لهواتف إسرائيلية، قالت إنها مرتبطة بجهات معادية. كما سبق أن أعلنت السلطات عن محاولات لاختراق كاميرات مدنية أو نشر رسائل كاذبة لإثارة البلبلة، معظم هذه الحوادث تبين أنها بسيطة ومحدودة التأثير، وتُضخم إعلاميًا لتغذية أجواء الخوف.

تبرير للفشل في غزة:

يرى مراقبون كل هذه الضجة الجديدة تأتي في سياق محاولات إسرائيل المستمرة لتغطية إخفاقاتها في غزة. فبعد نحو عامين من الحرب، فشلت تل أبيب في القضاء على المقاومة الفلسطينية أو تحقيق أهدافها المعلنة، بينما تتصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية لسياستها العسكرية. في هذا السياق، تصبح "المكالمات الغامضة" أداة دعائية تخدم رواية الدولة المحاصرة، وتساعد في حرف الأنظار عن الواقع الميداني الكارثي.

صناعة الذعر بدل معالجة الأزمات:

تل أبيب تسعى عبر تضخيم مثل هذه القضايا إلى إبقاء جمهورها في حالة قلق دائم، ما يبرر استمرار السياسات الأمنية والعسكرية المتشددة، لكن المبالغة المفرطة تجعل الحوادث أقرب إلى مسرحيات دعائية منها إلى تهديدات فعلية، خاصة أن السلطات نفسها تقر بعدم وجود خطر تقني أو اختراق حقيقي للأجهزة.

بينما تروّج تل أبيب لرواية "المكالمات المهددة" كدليل جديد على استهدافها من قِبل إيران، يظل الواقع أن هذه الحوادث أقرب إلى فقاعات إعلامية تُستثمر سياسيًا أكثر من كونها تحديات أمنية حقيقية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2