مجزرة مستشفى ناصر: كيف كشف تحليل الأدلة تجاوزات الجيش الإسرائيلي وتهديد الصحافيين

2025.09.27 - 07:10
Facebook Share
طباعة

هجوم الجيش الإسرائيلي على مستشفى ناصر في غزة خلال أغسطس 2025 يكشف عن تجاوزات خطيرة في القيادة العسكرية واستهداف المدنيين والصحافيين بشكل ممنهج. التحقيق المستقل لوكالة رويترز أظهر أن الضربة أودت بحياة 22 شخصاً، بينهم صحافيون ومسعفون، وتثبت أن الرواية الرسمية الإسرائيلية لا تتوافق مع الأدلة الميدانية وتحليل الصور والفيديوهات المستقلة.

تجاوز تسلسل القيادة:

التحليل أظهر أن القوات الإسرائيلية التي نفذت الضربة لم تحصل على موافقة القائد المسؤول عن المنطقة الجنوبية، وهو شرط أساسي قبل استهداف أي موقع مدني، هذا التجاوز يشير إلى خلل مؤسسي في اتخاذ القرار، ما جعل الهجوم ينفذ بشكل مستقل في الميدان دون تقييم دقيق للمخاطر على المدنيين.

استهداف الصحافيين:
الكاميرا التي زعمت إسرائيل تابعة لحركة حماس كانت في الواقع كاميرا وكالة رويترز استخدمها الصحافي حسام المصري لتغطية الأحداث من داخل المستشفى، قطعة القماش التي اعتبرها الجيش "مريبة" كانت سجادة صلاة لحماية الكاميرا من الغبار والحرارة. استهداف الموقع أدى إلى مقتل الصحافي المصري وثلاثة آخرين من الصحافيين والمسعفين، رغم وضوح هويتهم وعملهم المدني، وفق التحقيق.

غياب التحذير المسبق:

رغم معرفة الجيش بأن مستشفى ناصر مركز نشط للصحافيين والطاقم الطبي، لم يتم توجيه أي تحذير قبل القصف.
هذا الإهمال يعكس استهانة متعمدة بحياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ويؤكد أن الهجوم لم يكن دفاعيا وإنما مخططا بعناية.

الأدلة البصرية تكشف الحقيقة:

تحليل أكثر من 100 مقطع فيديو وصورة حصلت عليها رويترز أظهر أن الغارة الثانية استهدفت الدرج الذي يستخدمه الصحافيون للتصوير. الطائرة المسيرة كانت تراقب الموقع قبل الهجوم بدقائق، والشظايا المعدنية التي عثر عليها تؤكد استخدام ذخيرة دبابات إسرائيلية عيار 120 ملم الأدلة تثبت أن الهجوم لم يكن خطأ، بل عملية منظمة.

نمط متكرر من الاستهداف:

هجوم مستشفى ناصر ليس حالة منفردة، وانما جزء من سلسلة هجمات على الصحافيين والمستشفيات منذ حرب أكتوبر 2023، كما وثقته رويترز ولجنة حماية الصحافيين، إسرائيل لم تقدم تفسيرات كافية ولم تحقق أي مساءلة، مما يعزز استمرار انتهاك المدنيين والصحافيين ويؤكد نمطاً من الإفلات من العقاب.

الأبعاد النفسية والقانونية:

القصف تزامن مع بث خطاب للجيش عبر مكبرات الصوت في غزة، وهو ما يمثل أسلوب حرب نفسية يستهدف السكان ويزيد من الإحباط والخوف، الأسلوب يعكس توجهات ممنهجة لتقييد قدرة المدنيين على الحركة وتأكيد سيطرة الجيش، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية التدخل لمنع تكرار هذه الانتهاكات.

هجوم مستشفى ناصر يمثل تجاوزا واضحاً لقواعد الحرب واستهدافاً متعمدا للمدنيين والصحافيين، التجاوز في تسلسل القيادة، الاستهداف المباشر للصحافيين، وغياب التحذير المسبق تؤكد أن الرواية الإسرائيلية لا تتوافق مع الوقائع. المجتمع الدولي مطالب بضمان المساءلة وحماية المدنيين في غزة لمنع تكرار هذه الممارسات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2