مجزرة مستشفى ناصر: رويترز تكشف زيف رواية الاحتلال واستشهاد صحفيين بسبب كاميرا تغطية

2025.09.26 - 10:35
Facebook Share
طباعة

كشفت تحقيقات استقصائية أجرتها وكالة رويترز أن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في 25 أغسطس/آب الماضي، كان مبنيًا على معلومات مغلوطة، وأن رواية الجيش الإسرائيلي عن الحادثة تتناقض مع الأدلة البصرية والشهادات الميدانية التي جمعتها الوكالة.

الهجوم أسفر عن استشهاد 22 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين، منهم مصور رويترز حسام المصري، الذي كان يستخدم كاميرته لتغطية الأحداث اليومية من المستشفى منذ مايو/أيار. وأظهرت التحقيقات أن الكاميرا المغطاة بسجادة صلاة خضراء وبيضاء لم تكن أداة عسكرية، كما زعم الجيش الإسرائيلي، وإنما أداة إعلامية لتصوير البث المباشر.

تجاوزات عسكرية ومخاوف القيادة

اعترف مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة رويترز بأن القوات التي نفذت الضربة تصرفت دون الحصول على موافقة القائد الكبير المسؤول عن العمليات في غزة، واتخذت قرار الاستهداف بناءً على الشك في الكاميرا المغطاة بالقماش، ما يعكس خرقًا واضحًا للتسلسل القيادي المعتمد في العمليات العسكرية.

ورغم مرور شهر على الحادث، لم يقدم الجيش أي توضيحات حول أسئلة محورية، أبرزها:

سبب عدم تحذير المستشفى أو وكالة رويترز قبل تنفيذ الضربة.

سبب استهداف الدرج مرة ثانية بعد 9 دقائق، ما أدى إلى استشهاد مسعفين وصحفيين هرعوا لتقديم المساعدة.

ما إذا كان الجيش قد أخذ في الحسبان أن الدرج يستخدم بانتظام من قبل الصحفيين.

الجهة التي صادقت فعليًا على تنفيذ الضربة.


نمط متكرر يستهدف الصحفيين

وأكد تحقيق رويترز أن غياب تفسير رسمي كامل يعكس نمطًا متكررًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي أودت بحياة عشرات الصحفيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب لجنة حماية الصحفيين، فقد استشهد 201 صحفي وعامل إعلامي منذ ذلك الحين، بينهم 193 فلسطينيًا في غزة وستة في لبنان على يد الجيش الإسرائيلي، دون نشر نتائج تحقيق رسمي أو محاسبة أي طرف، كما لم تُراجع إسرائيل قواعد الاشتباك الخاصة بها رغم الإدانات الدولية.

ردود الأفعال الرسمية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الحادث بأنه "حادث مأساوي"، بينما قال متحدث باسم الجيش إن قواته "تعمل على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، بمن فيهم الصحفيون"، مضيفًا أن "البقاء في مناطق القتال ينطوي بطبيعته على مخاطر".

من جانبه، اعتبر إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن رواية الجيش الإسرائيلي "ادعاء باطل يفتقر إلى أي دليل ويهدف للتنصل من المسؤولية القانونية والأخلاقية عن مجزرة مكتملة الأركان".

الضربة المزدوجة

وقع الهجوم على المستشفى بعد إصابة قذيفة دبابة على ما يبدو شرفة مستشفى ناصر، ما أدى إلى استشهاد مصور رويترز وآخرين. وبعد 9 دقائق، وأثناء تقديم فرق الإنقاذ والمراسلين المساعدة للضحايا، تعرض المستشفى للقصف مرة ثانية، وفق ما يعرف بـ تكتيك الضربة المزدوجة.

الصحفيون الذين استشهدوا هم:

محمد سلامة، مصور قناة الجزيرة في غزة.

حسام المصري، مصور رويترز.

مريم أبو دقة، صحفية مستقلة.

معاذ أبو طه، صحفي.

أحمد أبو عزيز، صحفي مستقل.

 

يوفر التحقيق الذي أجرته رويترز، مدعومًا بأرشيف الصور والفيديوهات، الرواية الأشمل حتى الآن حول ما حدث في مستشفى ناصر. ويثبت بشكل قاطع أن الكاميرا المستهدفة لم تكن أداة عسكرية لحماس، بل ملكًا للصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لممارسة عملهم الإعلامي، في واحدة من أكثر الحوادث مأساوية واستهدافًا للصحفيين خلال الحرب على غزة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9