إيران تدفع حزب الله لمد اليد إلى السعودية.. مناورة سياسية لتخفيف الضغوط أم تحول استراتيجي؟؟

2025.09.26 - 09:12
Facebook Share
طباعة

كشفت مصادر دبلوماسية أن دعوة حزب الله الأخيرة لفتح "صفحة جديدة" مع السعودية جاءت بإيعاز مباشر من طهران، في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب أوراق الحزب في ظل تصاعد الضغوط الدولية والعربية لنزع سلاحه. هذه التطورات تثير تساؤلات حول ما إذا كان التقارب المقترح خطوة تكتيكية عابرة أم بداية لتحولات أعمق في مسار العلاقة بين الرياض والحزب.

 

بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدرين إيرانيين وآخر مقرب من الحزب، فإن الخطوة الأخيرة جاءت ثمرة محادثات غير معلنة بين مسؤولين إيرانيين وقيادات من حزب الله. وتأتي هذه المبادرة في وقت يواجه فيه الحزب تحديات غير مسبوقة، أبرزها تراجع نفوذه السياسي والشعبي في لبنان بعد الانتكاسات العسكرية التي مني بها خلال المواجهة مع إسرائيل العام الماضي.

في خطابه الأخير، دعا الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، المملكة العربية السعودية إلى تجاوز خلافات الماضي وتشكيل جبهة موحدة في مواجهة إسرائيل. مراقبون رأوا في هذه الدعوة "تحولا غير مسبوق" في الخطاب السياسي للحزب تجاه الرياض، خصوصًا أنها جاءت في وقت تتزايد فيه المطالب الغربية والعربية بنزع سلاحه وإعادة ضبط دوره في المشهد اللبناني.

وبينما تحاول إيران الحفاظ على نفوذها عبر وكلائها في المنطقة، يرى محللون أن طهران تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة صياغة موقع حزب الله كفاعل إقليمي قادر على لعب دور "جامع" بدلاً من كونه عنصر انقسام داخلي، وهو ما قد يمنحه بعض الحماية أمام الضغوط الدولية المتصاعدة.

 

تاريخ العلاقة بين السعودية وحزب الله حافل بالتوترات، بدءًا من الموقف السعودي المعارض لسياسات الحزب في لبنان، مرورًا بتصنيفه منظمة إرهابية خليجياً، وصولًا إلى الخلافات بشأن الحرب في اليمن والدور الإيراني في المنطقة. ومع ذلك، فإن دعوة الحزب الأخيرة قد تفتح بابًا لاختبار جديد لمسار العلاقة بين الجانبين، وسط توازنات إقليمية معقدة وتقاطعات مصالح معقدة بين طهران والرياض.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9