مصر تحذّر إسرائيل عبر بوابة "اللجنة اليهودية الأمريكية": رفض قاطع لسيناريو التهجير

2025.09.26 - 03:25
Facebook Share
طباعة

في لحظة مشحونة سياسياً ودبلوماسياً بنيويورك، استثمرت القاهرة منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة لإرسال رسالة مباشرة إلى إسرائيل، ليس عبر القنوات التقليدية، بل من خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بقيادات اللجنة اليهودية الأمريكية، إحدى أبرز مجموعات الضغط المؤثرة في دوائر القرار بواشنطن.

عبد العاطي حذّر بوضوح من التداعيات الإنسانية الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مشيراً إلى أن خطط التهجير التي يجري الترويج لها "تشكل عنصراً أساسياً من عناصر عدم الاستقرار في المنطقة". الرسالة المصرية حملت دلالة سياسية مزدوجة: رفض استراتيجي لمشاريع "الهندسة الديمغرافية" في القطاع، وتحذير مبطن من أن القاهرة ترى في تلك المخططات تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري والعربي.

موقف مصري ثابت

الوزير المصري شدّد على:

ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

التمسك بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

قنوات الضغط الدولية

في تصريحاته لقناة RT، كشف عبد العاطي أن مصر تستخدم مختلف أدوات التأثير والضغط مع واشنطن والأوروبيين وكافة الأطراف المعنية. وأشار إلى انخراط مباشر مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مثل الوزير مارك روبيو والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، حيث نقلت القاهرة ومعها المجموعة العربية الإسلامية "كافة الشواغل بشأن العدوان الإسرائيلي على سكان غزة".

ما وراء الرسالة

اختيار القاهرة تمرير موقفها عبر اللجنة اليهودية الأمريكية لم يكن تفصيلاً عابراً. فاللجنة تمثل جسراً أساسياً بين إسرائيل ومؤسسات الحكم في الولايات المتحدة. وبذلك، فإن القاهرة أرادت أن توصل لإسرائيل ــ وبصوت مسموع في واشنطن ــ أن خيار التهجير لن يمرّ، وأن أي محاولة لفرضه ستفتح أبواب أزمة إقليمية واسعة.

التحرك المصري يعكس مزيجاً من الدبلوماسية الوقائية والدفاعية، في لحظة إقليمية حرجة تتجاوز حدود غزة إلى توازنات الأمن الإقليمي برمته. ومع استمرار الحرب، تبدو القاهرة عازمة على لعب دور الضاغط الإقليمي الذي يمنع الانزلاق نحو سيناريوهات كارثية تهدد الفلسطينيين والمنطقة على حد سواء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10