بلير على رأس حكومة مؤقتة لغزة؟ مخطط أمريكي يثير الريبة ويكشف عن مسارات خطيرة للقضية الفلسطينية

2025.09.26 - 10:30
Facebook Share
طباعة

في مشهد يعكس حجم التعقيدات التي تحيط بمستقبل غزة، ظهر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قبل أسابيع إلى جانب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره، داخل أروقة البيت الأبيض، للمشاركة في مناقشات وصفت بأنها تتعلق بـ"اليوم التالي للحرب" في القطاع. هذا الحضور لم يمر مرور الكرام، إذ أثار موجة من المخاوف والهواجس، نظراً لما يحمله اسم بلير من دلالات سوداء مرتبطة بغزو العراق وانحيازه الدائم للسياسات الغربية والإسرائيلية على حساب المصالح العربية.

خطة أمريكية بوجه بريطاني

صحيفة إسرائيلية كشفت عن خطة يجري إعدادها في البيت الأبيض تقضي بتكليف بلير برئاسة "حكومة مؤقتة" تدير شؤون غزة لعدة سنوات عقب وقف إطلاق النار. ووفق ما نقلته الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي، فإن هذه الحكومة ستكون تحت إشراف بلير بشكل مباشر، مع دعم قوة دولية تنتشر على حدود القطاع لضمان السيطرة الأمنية ومنع حماس من إعادة بناء قوتها.

الأخطر أن الخطة تستبعد السلطة الفلسطينية من أي دور حقيقي في هذه المرحلة، ولا تقدم جدولاً زمنياً واضحاً لنقل السلطة إليها. بل تكتفي بالحديث عن "مرحلة لاحقة"، قد تستغرق سنوات، يتم خلالها إبقاء غزة تحت إدارة دولية برعاية أمريكية وبإشراف شخصية مثيرة للجدل مثل بلير.

دعم أمريكي وصمت إسرائيلي

المعطيات تشير إلى أن الخطة تحظى بدعم كامل من إدارة ترامب، كما أنها لا تواجه رفضاً جدياً من إسرائيل، التي لطالما عبرت عن رفضها لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع بعد الحرب. بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن صراحة أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يضع مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني برمته على المحك.

بين "المساعدات الإنسانية" وتغييب السيادة الفلسطينية

المفارقة أن هذه التحركات تجري في الوقت ذاته الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية عن "خطة متعددة النقاط" لإنهاء الحرب، تتضمن إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع والإفراج عن رهائن إسرائيليين. إلا أن ما يجري خلف الكواليس يكشف عن سيناريو أكثر غموضاً وخطورة، إذ يتم إعداد ترتيبات طويلة الأمد تهدد بفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، وتفريغ أي حديث عن دولة فلسطينية مستقلة من مضمونه.

مستقبل غامض في طريق مسدود

الخطة الأمريكية المريبة، برئاسة بلير، تضع مستقبل غزة في مسار مجهول، وتفتح الباب أمام تكريس واقع جديد قد يعمّق الانقسام الفلسطيني ويقضي على فرص قيام دولة فلسطينية موحدة. وبينما يواصل نتنياهو سياساته الرافضة لأي حل سياسي يفضي إلى دولة فلسطينية، يكتفي بعض العرب بترديد "تطمينات أمريكية" تبدو بعيدة كل البعد عن واقع ما يُحاك في دهاليز البيت الأبيض.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3