هل يضع الاعتراف الدولي حداً للعنف أم يغذيه؟

2025.09.25 - 06:46
Facebook Share
طباعة

الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يواجه تحديات كبيرة على الأرض، إذ لا يوقف الاحتلال ولا يحمي المدنيين من القصف المستمر في غزة والاعتداءات اليومية في الضفة الغربية، بينما تتخذ بعض الدول خطوات رمزية للاعتراف بفلسطين، يبقى الواقع الفلسطيني صعباً وغير آمن، مع استمرار الانتهاكات وفقدان الحقوق الأساسية.

الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، المعروف بتحليلاته النقدية لسياسات الاحتلال، تناول في مقاله بصحيفة هآرتس هذا التناقض بشكل واضح وصف الاعترافات الدولية بأنها تمنح المسؤولين شعوراً زائفاً بأنهم أدوا واجبهم تجاه الفلسطينيين، في حين يتواصل القتل والتدمير يومياً، ولفت إلى أن غزة أصبحت غير صالحة للحياة، والضفة الغربية تنحدر تدريجياً نحو واقع مشابه، حيث تستمر الاعتداءات والمصادرة والتهجير القسري، مع غياب أي مساءلة جدية عن الجرائم المرتكبة.

أشار الكاتب إلى مفارقة مؤلمة حدثت يوم إعلان عشر دول غربية، منها بريطانيا وفرنسا، اعترافها الرسمي بفلسطين، حيث تعرض راعٍ فلسطيني مسن مع حفيده في إحدى قرى الضفة لاعتداء عنيف من مستوطنين، إضافة إلى سرقة ماشيتهم، فيما لم تحقق الشرطة الإسرائيلية في الحادث، بل اتهمت الضحايا أنفسهم. هذا الحدث، حسب ليفي، يلخص الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون على الأرض، حيث لا حماية حقيقية للدولة المعلنة، ولا توقف للعنف المستمر.

ولفت أيضاً إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الممثل الرسمي للدولة الفلسطينية، لم يسمح له بالمشاركة في المؤتمر الدولي لمناقشة الدولة، بينما وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، على منصة الأمم المتحدة مخاطباً المجتمع الدولي.
الكاتب رأى في ذلك انعكاساً صارخاً لعدم توازن القوة، تتجاهل الاعترافات الدولية حقوق الفلسطينيين بينما تمنح الاحتلال مساحة للاستمرار في سياساته العنيفة.

أن الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية قد يزيد المعاناة، لأنه يمنح بعض الدول شعوراً زائفاً بأنهم قدموا الحل، بينما يواصل الاحتلال عمليات القتل والتهجير، كما انتقد التمسك بحل الدولتين، موضحاً أنه لم يعد قابلاً للتنفيذ في ظل تدمير غزة وتحويل الضفة إلى مناطق مجزأة دون مقومات دولة قابلة للحياة.

واختتم الكاتب مقاله بطرح بديلين، الأول فرض عقوبات دولية صارمة وفورية على إسرائيل لإيقاف الاحتلال والقتل، والثاني اعتماد رؤية بعيدة المدى تقوم على إقامة دولة واحدة ديمقراطية تمنح الحقوق المتساوية لجميع المواطنين بين البحر والنهر، سواء فلسطينيين أو إسرائيليين. بحسب ليفي، هذه الخيارات تمثل الطريق الواقعي الوحيد لحماية حياة الفلسطينيين وإنهاء الانتهاكات المستمرة على الأرض. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9