تستعد مصر لدخول مرحلة جديدة وحاسمة في مشروعها النووي السلمي، مع إعلان شركة "روساتوم" الروسية أن نوفمبر القادم سيشهد تركيب وعاء المفاعل النووي الأول بمحطة الضبعة للطاقة النووية، في خطوة وُصفت بأنها "القلب الحقيقي" للمشروع.
أوضح المدير العام لشركة "روساتوم"، أليكسي ليخاتشوف، خلال افتتاح منتدى "أسبوع الذرة" الدولي في موسكو، أن أوعية المفاعل الخاصة بوحدات المحطة المصرية باتت في طريقها إلى موقع الإنشاء، مؤكداً أن تركيب أول وعاء ضغط سيتم وفق الجدول الزمني المخطط له في نوفمبر 2025.
مشاركة مصرية فاعلة
يتابع وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمود عصمت، أعمال المنتدى الدولي، حيث شارك في مراسم نقل وعاء المفاعل الأول من مدينة بطرسبورغ إلى مصر. كما عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولي الملف النووي الروسي والقائمين على تنفيذ البرنامج النووي المصري، لمراجعة سير العمل وخطط الانتقال إلى مرحلة التركيب.
وبحسب تصريحات رسمية، يولي الوزير اهتماماً خاصاً بملف توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، إذ التقى ممثلين عن شركات تصنيع المعدات النووية، في إطار توجه الدولة لتعزيز قدراتها في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة.
أهمية محطة الضبعة
تمثل محطة الضبعة النووية أول مشروع نووي من نوعه في مصر، وتنفذ بالتعاون مع شركة "روساتوم". المحطة ستضم أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط الروسية VVER-1200 (AES-2006)، بقدرة 1200 ميغاواط لكل وحدة، بما يعزز مزيج الطاقة المصري ويفتح آفاقاً جديدة في قطاع الطاقة النظيفة.
مشروع الضبعة النووي يُعتبر حجر زاوية في خطة مصر الاستراتيجية لتأمين احتياجاتها من الطاقة على المدى الطويل. وقد شهدت السنوات الماضية نقل مكونات رئيسية من روسيا إلى مصر، تمهيداً لتجميع المفاعل وتشغيله وفق المعايير الدولية للسلامة. ومن المنتظر أن يضع تركيب وعاء المفاعل في نوفمبر المقبل المشروع على مسار متقدم نحو التشغيل التجريبي، وسط متابعة دقيقة من الجانبين المصري والروسي.