تركيا تتهم "قسد" بانتهاك الاتفاق مع دمشق وتعلن دعمها لتعزيز الأمن السوري
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس 25 سبتمبر 2025، عن عزمها على تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع سوريا، في إطار الجهود المشتركة لحماية الحدود ومكافحة التنظيمات الإرهابية. التصريحات التركية جاءت بعد اتهام "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعدم الالتزام بالتفاهمات السابقة مع دمشق، ما يهدد مسار الاستقرار في المنطقة.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، إن آخر الهجمات التي استهدفت قوات الحكومة السورية في ريف منبج وحلب، أكدت استمرار عدم التزام "قسد" بالاتفاق الموقع في 10 مارس 2025 مع الحكومة السورية. وأوضح أكتورك أن هذه الانتهاكات تشكل تهديدًا مباشرًا للسلام والاستقرار الإقليمي.
وأشار المسؤول التركي إلى أن الاتصالات بين الحكومة السورية و"قسد" تُتابع بحذر وحساسية، مؤكدًا على ضرورة احترام جميع الأطراف للاتفاقيات المبرمة.
كما شددت وزارة الدفاع التركية على استعدادها لتقديم الدعم اللازم لتطوير قدرات الدفاع والأمن في سوريا، بما يسهم في تعزيز أمن الحدود واستقرار المنطقة بشكل عام.
وكان اتفاق مارس الماضي، الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" عبدي مظلوم، نص على دمج قوات "قسد" ضمن الجيش السوري الجديد، وضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة السياسية وفي مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة دون النظر للخلفيات الدينية أو العرقية. كما أكد الاتفاق على حق المجتمع الكردي في المواطنة الكاملة وحماية حقوقه الدستورية.
غير أن تنفيذ هذا الاتفاق واجه عراقيل كبيرة خلال الأشهر الماضية، مما حال دون عقد لقاءات رسمية جديدة بين الجانبين، رغم استمرار الحوار خلف الكواليس.
تصاعد التوتر بين دمشق و"قسد" يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها سوريا في إعادة دمج القوات المحلية ضمن مؤسسات الدولة، وسط تهديدات تنظيم داعش واستمرار التدخلات الإقليمية. موقف تركيا الأخير يعكس رغبتها في لعب دور أكبر لضمان استقرار الحدود ومكافحة التهديدات الإرهابية، في وقت يبقى فيه الحوار السوري الداخلي عرضة للتأجيل والتأثر بالضغوط الميدانية والسياسية.
