وسط تقلبات الوضع الأمني الإقليمي، تكثف مصر جهودها لتطوير قدراتها الجوية والاستخباراتية عبر التفاوض للحصول على طائرات إنذار مبكر متطورة من السويد، ما قد يشكل تحركاً إستراتيجياً يغير المعادلة العسكرية في شرق المتوسط ويثير مخاوف إسرائيلية واضحة، وفق تقارير إعلامية إسرائيلية.
أبرز موقع "ناتسيف نت" أن الجيش المصري يجري محادثات متقدمة مع الشركة السويدية "ساب" للحصول على طائرة من طراز GlobalEye/GlobalExpress 6000، المزودة برادارات متطورة من شركة "إريكسون"، قادرة على رصد الأهداف الجوية والبحرية الصغيرة مثل الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز على مدى يصل إلى 450 كيلومتراً.
وقال التقرير إن مصر تتبع استراتيجية مزدوجة، تتمثل في التفاوض مع السويد لإظهار البدائل المتاحة أمام الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه الضغط للحصول على الجيل التالي من طائرات الإنذار المبكر الأمريكية، بحجة تقادم أسطولها الحالي. ويصف الإعلام الإسرائيلي هذه الخطوة بأنها "لعبة تفاوضية محكمة".
القدرات التشغيلية للطائرة السويدية
توفر منصة GlobalEye قدرة استثنائية على الرصد والاكتشاف المبكر، مع إمكانيات تتبع متعددة الطبقات للأهداف الجوية والبحرية، وقدرة على العمل في مختلف الظروف الجوية والمناطق المعقدة. وتسمح التكاملات مع رادارات مساعدة ورادارات أرضية بانسيابية أكبر في جمع البيانات الاستخباراتية وتحليلها، ما يعزز القدرة على الاستجابة السريعة لأي تهديد محتمل.
الأثر العسكري والإقليمي
1. على إسرائيل: حصول مصر على طائرة إنذار مبكر متقدمة يمكن أن يقلص هامش المفاجأة للعمليات الجوية الإسرائيلية في سيناء وشمال البحر المتوسط، خصوصاً في مواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
2. على مصر: يعزز النظام الدفاعي ويزيد من فعالية الرصد المبكر، ما يمنح القاهرة قدرة أكبر على التحكم في أجوائها ومراقبة الحدود البحرية والجوية، ويزيد من الردع الاستراتيجي في مواجهة أي تهديدات محتملة.
3. على المنطقة: الصفقة قد تدفع بعض الدول الإقليمية إلى إعادة النظر في خططها الدفاعية، وتشير إلى تحول ملموس في ميزان القوة الجوية والاستخباراتية، خصوصاً في ظل التوترات في شرق المتوسط وصراعات النفوذ بين القوى الإقليمية.
رغم التحديات الاقتصادية، تعتمد مصر على استراتيجية التفاوض مع عدة موردين دوليين، ما يتيح لها التوسع في تحديث أسطولها دون الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة. كما تعكس هذه الخطوة رغبة مصرية في تعزيز استقلال القرار العسكري، وزيادة النفوذ الإقليمي عبر تقوية القدرات الدفاعية والاستخباراتية.
مصر تسعى منذ سنوات إلى تحديث أسطولها الجوي وتعزيز دفاعها الجوي والاستخباراتي، ضمن خطة شاملة تشمل مقاتلات متعددة المهام، أنظمة صواريخ أرض-جو متقدمة، وطائرات مراقبة واستطلاع بعيدة المدى، بهدف مواجهة التحديات الإقليمية وتحقيق الردع الاستراتيجي في مواجهة أي تهديدات محتملة.
صفقة طائرات الإنذار المبكر السويدية تمثل خطوة محورية في استراتيجية مصر لتحديث قواتها الجوية وتعزيز قدراتها الاستخباراتية، وقد تشكل متغيراً جديداً في معادلة القوة الإقليمية، خصوصاً مع تصاعد التوترات في شرق المتوسط والمواجهة المحتملة مع إسرائيل. هذه الخطوة تعكس رؤية مصرية واضحة لتعزيز الأمن القومي عبر دمج التكنولوجيا الحديثة مع التخطيط الاستراتيجي طويل المدى.