مصر وإسرائيل على شفا مواجهة مفتوحة.. نهاية السلام البارد

2025.09.25 - 12:15
Facebook Share
طباعة

تشير التطورات الأخيرة إلى تحول نوعي في العلاقات المصرية الإسرائيلية، حيث يرى محللون إسرائيليون أن السلام البارد الذي استمر منذ أكثر من أربعة عقود بين البلدين، قد انتهى، وأن المواجهة بين القاهرة وتل أبيب لم تعد مقصورة على النزاعات التقليدية، بل أصبحت مواجهة متعددة الأبعاد تشمل السياسية والإعلامية والأمنية.

تصعيد الخطاب الرسمي: إعلان العداء لأول مرة منذ 1979
يبرز تطور غير مسبوق في خطاب مصر الرسمي، إذ استخدمت القاهرة لأول مرة كلمة "العدو" للإشارة إلى إسرائيل خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، التي انعقدت عقب الغارات الإسرائيلية على وفد حماس. ويرى الخبراء أن هذا يشير إلى تصعيد نوعي في موقف مصر، وتحوّل العلاقة من فتور جزئي إلى مواجهة مفتوحة على مستوى التصريحات الرسمية.

في هذا السياق، يمثل استمرار غياب السفراء بين البلدين وعدم رغبة القاهرة في تنصيب السفير الإسرائيلي الجديد مؤشراً عملياً على ضعف قنوات الاتصال المباشر، ما يضع آليات حل الأزمات التقليدية تحت ضغط كبير ويحوّل الأزمة من نزاع أمني إلى حرب سياسية شاملة.

توسع المواجهة: من العسكري إلى السياسي والإعلامي
التقرير الإسرائيلي يشير إلى أن المواجهة بين القاهرة وتل أبيب لم تعد مقتصرة على الجانب العسكري، بل اتسعت لتشمل الإعلام والسياسة والأمن الداخلي. فقد ربطت إسرائيل بين الحشد العسكري المصري على الحدود واتهامات بشأن تهريب أسلحة وطائرات بدون طيار، مع الإشارة إلى عبور أكثر من 100 طائرة بدون طيار خلال شهر واحد.

ويرى محللون إسرائيليون أن هذه الاتهامات تُستخدم كذريعة لتبرير تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي على طول الحدود، وكمحاولة للضغط على مصر دبلوماسياً وأمنياً عبر تدخل أمريكي محتمل.

استراتيجية مصر: تسييس الدفاع والحفاظ على السيادة
تتبع القاهرة استراتيجية مزدوجة:

1. الشرعية الدولية: تؤكد مصر أن كل تحركاتها العسكرية في سيناء تتم بالتنسيق مع أطراف اتفاقية السلام، ما يعزز موقفها القانوني أمام المجتمع الدولي.


2. رفض تهجير الفلسطينيين: تعتبر مصر تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خطاً أحمر، ويُنظر إليه كتهديد مباشر للسيادة الوطنية، ما يبرر تعزيز التدابير الأمنية على الحدود استعداداً لأي سيناريو محتمل.

 

كما تكشف الأحداث عن الطبيعة المثلثية للعلاقات بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، حيث تسعى إسرائيل لإقناع واشنطن بالضغط على القاهرة، في حين تعمل مصر على تعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية لتحقيق توازن استراتيجي في مواجهة الضغوط.

حرب على الورق والأرض: ديناميكيات التصعيد والسيطرة
يلخص التقرير الوضع الحالي بأنه "حرب على الورق والأرض"، إذ تنتهج إسرائيل سياسة عسكرة الأزمة من خلال تضخيم التهديدات، بينما تعتمد مصر على تسييس الدفاع والالتزام بالاتفاقيات الدولية. ويعتمد نجاح كل طرف على قدرته في حشد الدعم الدولي وإدارة التوترات دون الانزلاق الكامل إلى مواجهة شاملة، في وقت تعتبر فيه المنطقة بأسرها على شفا الهاوية أكثر من أي وقت مضى.

المنطقة في اختبار دبلوماسي وأمني غير مسبوق
تطرح التطورات الحالية تساؤلات جوهرية حول مستقبل العلاقة المصرية الإسرائيلية، ومدى قدرة الأطراف على التوازن بين التصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي، في ظل تهديدات مباشرة لأمن الحدود واستقرار المنطقة. يبدو أن المنطقة على موعد مع مرحلة جديدة من التوتر قد تعيد تشكيل خارطة القوى في الشرق الأوسط.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7