الشرع وترمب يلتقيان على هامش الجمعية العامة

2025.09.25 - 11:03
Facebook Share
طباعة

 شهدت أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع سلسلة لقاءات دبلوماسية بارزة للرئيس السوري أحمد الشرع، شملت كبار المسؤولين الدوليين من بينهم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب وزوجته ميلانيا ترمب.


التقى الشرع بترمب خلال حفل استقبال أقامه الرئيس الأميركي على هامش أعمال الجمعية، بحضور زوجته ميلانيا. وبحسب بيان نشرته الرئاسة السورية، تناول اللقاء مسارات التعاون الثنائي والتحضيرات لعقد لقاء ثنائي مرتقب بين الرئيسين في واشنطن، بما يعكس انطلاقة مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.


من جهته، قال مدير إدارة الشؤون الأميركية بوزارة الخارجية السورية قتيبة إدلبي إن اللقاءات تهدف إلى استكمال رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وبناء جسور متينة تقوم على المصالح المشتركة. وأضاف أن الشرع لمس خلال زيارته إلى نيويورك موقفاً إيجابياً وحماساً من مختلف الدول للتعامل مع سوريا، بما يعكس رغبة المجتمع الدولي في عودة البلاد إلى الساحة الدولية.


ويعد هذا اللقاء الثاني بين الشرع وترمب بعد لقائهما الأول في العاصمة السعودية الرياض في أيار الماضي، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمشاركة عن بعد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكان اللقاء في الرياض قد شكل خطوة أولى نحو تحريك مسارات الحوار بين واشنطن ودمشق بعد التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا.


إلى جانب الولايات المتحدة، عقد الرئيس الشرع لقاءات عدة مع قادة دوليين على هامش الجمعية العامة. فقد التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في البيت التركي بنيويورك، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالن. وركزت هذه اللقاءات على تعزيز التعاون الثنائي، وبحث التطورات الإقليمية، والتنسيق في ملفات الأمن والاستقرار.


كما شملت جولاته الدبلوماسية لقاءات مع عدد من زعماء الدول الأوروبية، بينهم رئيس وزراء النرويج جار ستور، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس جمهورية فنلندا. وفي سياق الزيارات العربية، التقى الشرع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بحضور وزير الخارجية السوري والوفد المرافق له، ما يعكس جهود دمشق لتعزيز العلاقات الإقليمية وفتح قنوات حوارية مع جيرانها.


ولفتت وزارة الخارجية السورية إلى أن اللقاءات ركّزت على تنفيذ إعلان الرئيس الأميركي حول تخفيف العقوبات، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز العلاقات بين سوريا وإسرائيل، بحسب تصريحات لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي التقى الشرع في نيويورك.


تمثل هذه اللقاءات استمرارية لجهود دمشق لتوسيع العلاقات الدولية بعد فترة طويلة من العزلة الاقتصادية والسياسية، مع التركيز على فتح قنوات دبلوماسية مع القوى الكبرى والإقليمية على حد سواء. ويُنظر إليها على أنها محاولة لتثبيت أطر تعاون جديدة يمكن أن تدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا، وتخفف من الآثار الطويلة الأمد للعقوبات على مختلف القطاعات.


وتجدر الإشارة إلى أن سلسلة الاجتماعات هذه تأتي في سياق اهتمام دولي متزايد بملف سوريا بعد التغيرات الأخيرة في السلطة، وتركز على إيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية والسياسية، وتعزيز التعاون في مجالات متعددة تشمل التجارة، الطاقة، والأمن الإقليمي.


في الختام، تمثل زيارة الرئيس الشرع لنيويورك خطوة مهمة على طريق إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، وإطلاق حوار موسع مع القوى العالمية والإقليمية، بما يعزز فرص التعاون المستقبلي ويفتح آفاقاً جديدة لمشاريع اقتصادية وتنموية، في ظل استمرار الجهود الرامية لتخفيف القيود الاقتصادية ورفع العقوبات عن البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4