شهدت بلدات وقرى ريف حماة الغربي، بما في ذلك حورات عمورين، نهر البارد، عين الورد، الرميلة، عين الكروم، ساقية نجم، وعين وريدة، توتراً أمنياً مكثفاً صباح الأربعاء 24 أيلول. وشمل الانتشار تحركات لآليات عسكرية ودوريات مدججة، بالإضافة إلى إنشاء حواجز مؤقتة وتفتيش للمنازل والمارة، في محاولة لفرض السيطرة على المنطقة واحتواء أي تصعيد محتمل.
مصادر محلية أفادت بأن رتلًا عسكريًا تابعًا لوزارة الدفاع دخل قريتي عين الورد والرميلة، وضم نحو 100 آلية رباعية الدفع. وأوضحت أن العناصر العسكرية نفذت عمليات تفتيش وأجرت اعتقالات، وسط جهود لفرض النظام وضبط أي تهديد محتمل لسكان المنطقة.
خلفية الأحداث
تأتي هذه التحركات على خلفية حادثة اختطاف عنصر أمني من مرتبات الفرقة 74 يُدعى حسين أحمد قدحنون، ينحدر من جبل الزاوية بإدلب، ونشر مقطع مصور يظهر تعرضه للتعذيب على يد مسلحين يطلقون على أنفسهم “سرايا كميت قاسم”. وتزامن الحادث مع انتشار شريط مصور يظهر فيه العنصر وهو يتعرض للضرب والصعق، في ما اعتبره المسلحون ردّاً على حادثة اغتصاب الفتاة روان في قرية حورات عمورين قبل أيام.
وتسببت هذه الحوادث في حالة من القلق بين الأهالي، لا سيما بعد تداول أنباء عن عمليات إحراق وسرقة استهدفت محلات تجارية في قرية حورات عمورين من قبل مسلحين من القرى المجاورة، ما زاد من حدة التوتر بين القرى المجاورة وبين سكان المنطقة.
بيانات الأهالي والردود
أصدر أهالي قرية نهر البارد بياناً أكدوا فيه رفضهم لأي أعمال انتقامية أو تصرفات خارج إطار القانون، مؤكدين براءتهم من حادثة الاختطاف. وطالب البيان الجهات المعنية بالتدخل لضمان حماية المدنيين ومنع تفاقم العنف.
على الجانب الآخر، أصدر أهالي جبل الزاوية وقرية جوزف بيانًا أوضحوا فيه أن الشاب حسين أحمد قدحنون شوهد آخر مرة في مطعم بالقرية قبل اختفائه، مؤكدين أنهم يسعون لمعرفة مصيره وتهدئة التوترات لتجنب أي مواجهات. وأشاروا إلى ضبط النفس وعدم الانزلاق في دوامة من الانتقام، داعين السلطات إلى التحرك لكشف ملابسات الحادث.
تطورات ميدانية
شهدت قرية الحورات مساء أمس توتراً أمنياً كبيراً بعد اقتحام مجموعة مسلحة على دراجات نارية، أطلقت النار بشكل عشوائي ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين، إضافة إلى إحراق ممتلكات خاصة. وفي الوقت نفسه، انتشرت دوريات مسلحة وترافقها عمليات تفتيش للمنازل، ما خلق حالة خوف بين الأهالي.
دور السلطات المحلية
أوضحت وزارة الداخلية السورية، نقلاً عن قائد الأمن الداخلي في محافظة حماة، العميد ملهم الشنتوت، أن التوترات جاءت بعد قيام مجموعة تصفها بـ”فلول النظام السابق” باختطاف أحد عناصر الجيش السوري ونشر مقطع يظهر تعذيبه. وأضاف العميد أن قوات الأمن الداخلي وفرق وزارة الدفاع تدخلت لفرض الأمن الكامل وملاحقة جميع المتورطين في أعمال الاختطاف والهجوم على المدنيين.
وأكد الشنتوت أن الجهات الأمنية تعمل لضمان عدم تهديد السلم الأهلي وحماية حياة المواطنين، داعياً الجميع إلى ضبط النفس والتعاون مع القوات لضمان الاستقرار في المنطقة.
مناشدات الأهالي
في سياق متصل، أطلق سكان بلدات وقرى ريف حماة الغربي مناشدات عاجلة للجهات المعنية بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات وضمان حماية المدنيين. كما أصدر وجهاء نهر البارد بياناً ثانياً أكدوا فيه رفضهم لأية ممارسات انتقامية، مشددين على ضرورة حماية المجتمع ومنع الانزلاق نحو دوامة من العنف والفتنة.
القلق من انتهاكات نوعية
وأعرب خبراء أمميون في بيان سابق عن قلقهم البالغ إزاء تقارير تشير إلى وقوع اختطافات واختفاء قسري وعنف قائم على النوع الاجتماعي، مستهدفاً نساء وفتيات، خصوصاً من الطائفة العلوية في سوريا. وتلقت هذه الجهات تقارير عن اختطاف 38 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 3 و40 عامًا في محافظات عدة، منها حماة، منذ بداية العام، وهو ما يفاقم القلق من أي تصعيد أمني محتمل قد يؤثر على المدنيين.