أسطول الصمود يتحدى إسرائيل ويرفض الرسو في عسقلان

2025.09.25 - 10:25
Facebook Share
طباعة

رفض أسطول الصمود العالمي، الذي يبحر نحو قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر، عرضاً إسرائيلياً بالرسو في ميناء عسقلان لتفريغ شحناته الإنسانية، مؤكداً أن المساعدات التي ينقلها خضعت لتفتيش دولي مسبق وأن هدفها الوحيد هو إيصال الغذاء والدواء إلى سكان القطاع. يأتي ذلك في ظل استمرار التدهور الإنساني غير المسبوق في غزة، وتصاعد التوتر بعد استهداف الأسطول بطائرات مسيرة إسرائيلية.

 


أكد وائل نوار، عضو هيئة تنظيم الأسطول، أن السفن تواصل الإبحار جنوب جزيرة كريت، رغم تعرضها فجر الأربعاء الماضي لهجمات بطائرات مسيرة إسرائيلية استهدفت 11 سفينة، ما ألحق أضراراً محدودة دون وقوع إصابات. وأوضح أن إحدى السفن تضرر شراعها وهي قيد الإصلاح، فيما حافظ المشاركون على معنوياتهم العالية واستعدادهم لمواجهة مثل هذه التهديدات.

وأضاف نوار أن الأسطول ينقل شحنات إنسانية فقط، تتضمن حليب أطفال وأدوية تم تفتيشها في ثلاثة موانئ مختلفة من قبل سلطات رسمية وبرلمانيين وهيئات رقابية مستقلة، معرباً عن الاستعداد لإجراء تفتيش جديد من جهة دولية محايدة قرب غزة. وأكد وجود تنسيق مع المستشفيات والمنظمات الإنسانية داخل القطاع لتسلم المساعدات مباشرة.

من جهتها، نقلت تقارير عن المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي أن سبع هجمات بطائرات مسيرة استهدفت السفن، شاركت فيها نحو 15 طائرة إسرائيلية، معتبرة أن ما جرى يمثل تصعيداً خطيراً بحق مبادرة مدنية ذات طابع إنساني.

وفي المقابل، شددت وزارة الخارجية الإسرائيلية على أن أي محاولة للاقتراب من سواحل غزة "غير قانونية"، مؤكدة أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى القطاع. ودعت المنظمين إلى توجيه السفن نحو ميناء عسقلان، حيث ستخضع الشحنات لعملية تفريغ وفحص قبل إدخالها عبر القنوات التي تحددها إسرائيل.

يأتي هذا التطور بعد أن أغلقت إسرائيل في 2 مارس الماضي معابر غزة أمام المساعدات الإنسانية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة المعيشية والصحية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت مؤخراً من أن معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة بلغت مستويات كارثية، في ظل نقص الدواء والغذاء.

وعلى الصعيد السياسي، استؤنف القصف الإسرائيلي على غزة في 18 مارس الماضي بعد شهرين من التهدئة التي جاءت عقب اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت مع حركة "حماس" في يناير، غير أن الخلافات حول تمديد الاتفاق والانتقال إلى مرحلته الثانية أفشلته.

أما الموقف الدولي، فقد عبرت روسيا عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع في القطاع، حيث وصف الرئيس فلاديمير بوتين الوضع في غزة بأنه "كارثة إنسانية"، فيما شددت الخارجية الروسية على ضرورة إنهاء الحرب والعودة إلى مفاوضات سياسية تؤدي إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 


يبقى أسطول الصمود اختباراً جديداً لإرادة المجتمع الدولي في مواجهة القيود الإسرائيلية المفروضة على غزة، حيث يتقاطع البعد الإنساني مع الصراع السياسي والعسكري. وبينما تصر إسرائيل على السيطرة الكاملة على دخول المساعدات، يصر المشاركون في القافلة على الوصول مباشرة إلى غزة، في معركة رمزية تعكس إصرار الشعوب والهيئات المدنية على كسر الحصار المفروض منذ أكثر من 18 عاماً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5