رأى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن أي خطوة اسرائيلية محتملة لإغلاق قنصلية فرنسا في القدس رداً على اعتراف باريس بدولة فلسطين ستشكل خطأ استراتيجيا كبيرا وقد تؤثر سلبا على الدور الفرنسي في الوساطة الدولية.
وحذر من اغلاق القنصلية قد يضعف الجهود الرامية للحفاظ على توازن القوى في المنطقة ويعطل المبادرات الدبلوماسية القائمة.
وأشار ماكرون في مقابلة مع قناتي العربية والحدث إلى أن فرنسا تعمل على إطلاق خطة شاملة باسم "الأمن والسلام للجميع" تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتشتمل على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتشكيل إدارة انتقالية لتأهيل قوات الشرطة المحلية. ولفت إلى أن الخطة تتضمن إرسال قوة دولية إلى غزة، وفق تفويض أممي، بمشاركة دول من المنطقة وخارجها لضمان حفظ الاستقرار وتعزيز الأمن.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن المفاوضات بشأن الأراضي الفلسطينية تشكل خطوة أساسية نحو إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل، مؤكدا أن أي ضم اسرائيلي للضفة الغربية غير مقبول ولا يرتبط بهجوم حركة حماس في أكتوبر 2023. ضرورة توقف الحكومة الإسرائيلية عن سياسات التصعيد الدموي، معتبرا أن السلام هو الطريق الأمثل لحماية إسرائيل واستعادة مصداقيتها على الساحة الدولية.
وعن لبنان، شدد ماكرون على أن فرنسا تتعاون مع الولايات المتحدة بشكل وثيق لضمان نجاح خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، ما يسمح بعودة سلطة الدولة إلى كامل أراضيها، ويسهم في سيطرة الجيش على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وأوضح أن باريس وواشنطن عملتا على تجديد مهمة قوة اليونيفيل الأممية لحفظ السلام في جنوب لبنان، كما لفت إلى أهمية الانسحاب الإسرائيلي من المناطق الجنوبية لتسهيل تنفيذ هذه الخطة.
وفي الشأن السوري، أشار ماكرون إلى أن فرنسا تنتظر من دمشق اتخاذ خطوات عملية لمعاقبة من ارتكب انتهاكات وتعزيز الاستقرار في المنطقة، مؤكدا أهمية استكمال المفاوضات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية لتحقيق النتائج المرجوة، سوريا جددت التزامها بمكافحة الإرهاب وإعادة اللاجئين، وهو ما يشكل أولوية فرنسية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
أما بشأن إيران، فقد لفت ماكرون إلى أن طهران لم تتخذ خطوات ملموسة تسمح بعودة المفتشين الدوليين إلى المواقع النووية، محذرا من إعادة فرض العقوبات إذا لم تستأنف إيران المحادثات بجدية وتسمح بالتحقق من أنشطتها النووية.
وعلى صعيد العلاقات الدولية، العلاقة مع السعودية تقوم على الصداقة والثقة، مؤكدا أن التعاون مع الرياض ساعد على الوصول إلى إعلان نيويورك وتعبئة 142 دولة لتأييد حل الدولتين، وهو ما يعزز الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي عادل ودائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.