ترامب في الأمم المتحدة: خطاب انتخابي أم تحدٍ للدبلوماسية الدولية؟
ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصفته صحف غربية بالأطول والأكثر عدائية لرئيس أميركي، مستغلاً المنصة لإعادة تأكيد مواقفه السياسية الداخلية، وحشد قاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف، مع توجيه انتقادات حادة للأمم المتحدة ودول أوروبية محددة.
ركز ترامب على الأمم المتحدة، متهماً إياها بالفشل في تحقيق الأمن والاستقرار العالميين، واصفًا نشاطها بالكتابة والتنديد دون اتخاذ إجراءات ملموسة. وانتقل بعدها للتهجم على أوروبا، متهماً بعض دولها بدعم روسيا عبر استيراد النفط، واعتبر أن اعترافها بدولة فلسطين يمنح شرعية لحركة حماس ويعرقل جهود وقف إطلاق النار في غزة، في حين أكد أن هذه السياسات تقوض جهود حل النزاعات الدولية.
تضمن أيضًا انتقادات لسياسات الطاقة النظيفة، حيث وصف التغير المناخي بـ"الخدعة الأكبر في التاريخ"، مستهزئًا بالطاقة المتجددة، ومشيرًا إلى ما أسماه عدم حكمة التحول الكامل للطاقة الخضراء اقتصاديًا. أما ملف الهجرة، فقد صوره ترامب على أنه تهديد لهوية الدول الغربية وثقافتها، محذرًا أوروبا من أن عدم إغلاق الحدود أمام المهاجرين سيؤدي إلى انهيار المجتمعات الوطنية.
صحف غربية مثل نيويورك تايمز أشارت إلى أن خطاب ترامب تضمن مزاعم مضللة، منها ما يتعلق بالشريعة في لندن، واستقطاب استثمارات بـ17 تريليون دولار، وارتفاع معدلات الجريمة، ونسب انخفاض أسعار الكهرباء والغاز، فضلاً عن ادعاءات حول الطاقة في الصين. هذه التصريحات اعتبرتها الصحيفة مبالغًا فيها أو خاطئة، مؤكدة أن بعض المزاعم تخدم أهدافًا انتخابية أكثر من كونها مؤشرات دقيقة للسياسة الخارجية.
من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة غارديان البريطانية أن التصريح موجه في المقام الأول لقاعدته الانتخابية وحركة "ماغا"، وليس لتوجيه دبلوماسي رسمي، مشيرة إلى أن نبرته الهجومية تجاه أوروبا وبريطانيا تهدف لإثارة مشاعر القومية اليمينية، مع التركيز على سياسات الهجرة والطاقة، ومحاولة ربط أوروبا بمسؤولية فشل السياسات.
يرى المراقبين إلى أن خطاب ترامب يعكس تصعيدًا لفظيًا يوازي توجهه الداخلي، لكنه قد يضر بالتحالفات التقليدية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي، ويؤكد الفجوة بين السياسة الانتخابية والدبلوماسية الرسمية، ويضع الأمم المتحدة في موقع الانتقاد من الداخل الأميركي والخارج معًا.
