الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم 41 شخصاً في مدينة غزة وحدها، حسب الدفاع المدني النزوح الجماعي مستمر، مع فرار مئات الآلاف من السكان من مناطقهم بحثا عن الأمان، ما يضاعف معاناة المدنيين ويزيد الضغط على البنية التحتية المحدودة.
الهجوم البري والجوي وأهدافه:
الهجوم الإسرائيلي يركز على مدينة غزة، التي تعتبر آخر معاقل حركة حماس، بعد نحو سنتين من الحرب المستمرة. الهدف المعلن لإسرائيل هو السيطرة الكاملة على المدينة والقضاء على المقاومة، لكن هذا الهدف يتحقق على حساب حياة المدنيين ومنازلهم، ما يؤدي إلى تدمير واسع وشلل في الخدمات الأساسية.
النزوح وتفاقم الأزمة الإنسانية:
أكثر من 550 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأيام الأخيرة، بينما يقدر الدفاع المدني أن 450 ألفا انتقلوا من مدينة غزة إلى جنوب القطاع منذ نهاية أغسطس. الكثافة السكانية في المدينة العالية تزيد من صعوبة استيعاب النازحين، ويجعل توفير المساعدات والطعام والماء والرعاية الطبية تحديا كبيرا أمام المنظمات الإنسانية.
الهجمات على المناطق المعلنة آمنة:
إسرائيل دعت السكان للانتقال إلى مناطق إنسانية في جنوب القطاع، مؤكدة توفير مساعدات طارئة. مع ذلك، استهدفت الضربات هذه المناطق بشكل متكرر، مما يزيد من القلق بشأن جدية الإجراءات الإسرائيلية، ويجعل المدنيين عرضة لمخاطر إضافية رغم محاولتهم اتباع التعليمات الرسمية.
تداعيات دولية وقانونية:
تصاعد العنف في غزة تزامن مع صدور تقرير لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة اتهم إسرائيل بارتكاب أعمال قد تندرج تحت الإبادة الجماعية. إسرائيل رفضت التقرير ووصفته بالمغلوط والكاذب، ما يرفع المخاطر على المسار القانوني والسياسي للأزمة، ويزيد الضغط على المجتمع الدولي للتدخل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين.
التصعيد الإسرائيلي يضاعف من معاناة المدنيين ويقوض أي فرص لحل سلمي مستقبلي. استمرار العمليات العسكرية في مناطق مأهولة بالسكان يزيد من الخسائر الإنسانية ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات عاجلة لحماية المدنيين وإعادة بناء البنية الأساسية المتضررة في غزة.