هل أسقطت الـ«يونيفل» مسيّرة إسرائيلية؟

2025.09.24 - 09:58
Facebook Share
طباعة

 في تطور أمني لافت وغير مسبوق في جنوب لبنان، شهد الأسبوع الماضي حادثة نادرة حين استخدمت القوات الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية «يونيفل» سلاحاً مضاداً للطائرات الصغيرة لاعتراض طائرة مسيّرة إسرائيلية حلّقت فوق أحد مواقعها.


وبحسب المعلومات، فإن الكتيبة الفرنسية المنتشرة في الجنوب رصدت المسيّرة أثناء اقترابها من موقع تابع لها، لتباشر على الفور تشغيل المدفع الإلكتروني المضاد للطائرات المسيّرة، والذي أطلق موجات تشويش قوية أجبرت الطائرة على تغيير مسارها والابتعاد، وكادت أن تسقط قبل أن تعمد قوات الاحتلال إلى سحبها بعيداً.


تُعتبر هذه المرة الأولى التي يُسجّل فيها مثل هذا التدخل المباشر من قوات «يونيفل» في مواجهة خرق إسرائيلي جوي، وهو ما اعتبره مراقبون تطوراً يعكس تزايد القلق لدى البعثة الدولية من تكثيف الاحتلال الإسرائيلي لتحليق طائراته من دون طيار فوق مواقعها، الأمر الذي يشكّل خرقاً فاضحاً للقرار 1701 الذي ينظم عمل القوات الدولية ويضبط وقف الأعمال العدائية.


ولم يتضح بعد ما إذا كان حادث سقوط مسيّرة إسرائيلية فوق مقر قيادة «يونيفل» في الناقورة يوم أمس، ناتجاً عن خلل تقني أصاب الطائرة، أم أنه نتيجة عملية اعتراض أخرى نفذتها القوات الدولية. لكن الحادثتين مجتمعتين وضعتا علامات استفهام كبيرة حول مستقبل العلاقة الميدانية بين بعثة «يونيفل» والجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل شبه دائم على المسيرات في تنفيذ مهام المراقبة والتجسس على طول الحدود.


القوات الدولية، التي اعتادت في السنوات الماضية الاكتفاء بتسجيل الخروقات وتوثيقها في تقارير ترفع إلى مجلس الأمن، تبدو اليوم في موقع مختلف، إذ لم تعد تقف موقف المتفرج. فقرار استخدام السلاح المضاد للطائرات المسيّرة يعكس توجهاً جديداً لحماية جنودها ومقارها الميدانية من خطر الاختراقات الجوية، خصوصاً أن الطائرات الإسرائيلية باتت لا تقتصر على مهام الرصد بل تحلق أحياناً على علو منخفض يشكل تهديداً مباشراً لسلامة الأفراد.


هذه التطورات تأتي في ظل توتر متزايد في الجنوب اللبناني، وتزامناً مع نقاشات دولية حول مستقبل مهام «يونيفل» وصلاحياتها. وبينما يلتزم الجانب الإسرائيلي الصمت، تترقب الأوساط المحلية والدولية ما إذا كان هذا الحادث سيبقى معزولاً، أم أنه مقدمة لتغيير قواعد الاشتباك غير المعلنة بين «يونيفل» وتل أبيب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1