شهد قطاع غزة والضفة الغربية، يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، موجة من الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية، أسفرت عن استشهاد عشرات المواطنين وإصابة آخرين، إضافةً إلى تدمير ممتلكات وحصار مستمر للمناطق السكنية.
في قطاع غزة، أفادت مصادر طبية باستشهاد 36 مواطناً برصاص وقصف الجيش الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء. تم نقل 20 منهم إلى مستشفى الشفاء، و7 إلى المستشفى المعمداني، و6 إلى مستشفى ناصر في خان يونس، و3 إلى مستشفى الأقصى. ويُذكر أن حصيلة العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغت 65,382 شهيداً و166,985 مصاباً، أغلبهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية نظراً لوجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم.
وفي حادثة خطيرة على البنية التحتية الطبية، أوقفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني محطة الأكسجين الخاصة بمستشفى القدس في حي تل الهوى جنوب غرب غزة عن العمل بعد تعرضها لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، ما اضطر المستشفى للاعتماد على أسطوانات أكسجين تكفي لمدة ثلاثة أيام فقط، ما يعرض حياة المرضى مباشرة للخطر. وأكدت الجمعية أن آليات الاحتلال تمنع الدخول والخروج من المستشفى، داعية المجتمع الدولي للتدخل الفوري لحماية الطواقم الطبية والمرضى.
كما استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب أربعة آخرون برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم للمساعدات في منطقة ميراج جنوب خان يونس، بينما سقط مواطنان على الأقل وجُرح آخرون جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين في بلدة الزوايدة وسط القطاع، بالإضافة إلى إصابات نتيجة قصف بالقرب من العيادة العسكرية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
في الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة البيرة وقرية دير ابزيع غرب رام الله، وأطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون تسجيل إصابات مباشرة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال شابين من قرية مادما جنوب نابلس، وأجبرت المواطنين على إغلاق محلاتهم، ونصبت حاجزاً عسكرياً في مدخل بلدة حبلة جنوب قلقيلية، مع تدقيق في بطاقات السكان، ما أدى لإعاقة حركة التنقل.
كما استشهد الشاب سعيد مراد نعسان (20 عاماً) برصاص المستعمرين في بلدة المغير شمال شرق رام الله، ضمن هجوم شنّه مستوطنون بحماية الاحتلال على حديقة عامة، ما أدى لإصابة خمسة مواطنين آخرين، وارتفع بذلك عدد شهداء المغير منذ مطلع العام إلى 12 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة إلى 34 شهيداً.
إضافة إلى ذلك، أجبرت سلطات الاحتلال المواطن عبد محمد الأعمص على هدم منزله ذاتياً في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس، في سياق سياسة ممنهجة تمنع الفلسطينيين من الحصول على تراخيص بناء وتهدف لتهجير السكان قسراً مقابل توسعة المستوطنات، حيث دُمّرت أكثر من 630 منزل ومنشأة منذ بدء العدوان على غزة.
وفي مناطق أخرى من الضفة، اقتحم مستوطنون أطراف قرية بورين جنوب نابلس، ما أدى لمواجهات مع الأهالي، كما أصيب مواطنان بالرصاص الحي في بلدة حلحول شمال الخليل خلال اقتحام الاحتلال للبلدة وإطلاقه الرصاص وقنابل الغاز، فيما استمرت القوات بالاقتحام والاحتجاز في دورا وبيت عوا وإذنا ومخيم الفوار، مع فرض حصار مشدد على عدة بلدات.
إجمالاً، تعكس أحداث الثلاثاء في غزة والضفة استمراراً للعنف الإسرائيلي المتصاعد، الذي طال المدنيين والبنية التحتية الطبية والمنازل، مع استمرار حصار المناطق السكنية وتهجير السكان بالقوة، في ظل صعوبة وصول المساعدات والإسعاف للمتضررين.