تصاعدت التوترات حول ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بعد أن أكدت الولايات المتحدة عدم تلقيها أي مقترح رسمي من حركة حماس بشأن إطلاق سراح نصف الأسرى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً. هذا الإعلان يأتي في وقت نشر فيه الجناح العسكري لحركة حماس فيديو يظهر أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بمضاعفة جهودها لإطلاق سراح المحتجزين.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو صرح، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، بأن الإدارة الأميركية لم تتلق أي رسالة رسمية من حماس بشأن وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الأسرى. وأوضح روبيو أن الرئيس دونالد ترامب غير مهتم بمقترح هدنة لمدة 60 يوماً مقابل الإفراج عن عشرة أسرى فقط، مؤكداً أن هدف واشنطن هو إطلاق سراح جميع الأسرى الـ48، بمن فيهم 20 على قيد الحياة و28 متوفى.
مقترح حماس:
ذكرت مصادر أميركية أن حماس كانت قد وجهت رسالة إلى الرئيس ترامب، يُتوقع تسليمها إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع، تطلب فيها ضمان وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين مقابل إطلاق نصف الأسرى المحتجزين فوراً. إلا أن هذه المبادرة لم تحظَ بأي اهتمام رسمي من الإدارة الأميركية.
الوضع الإسرائيلي:
تتعامل إسرائيل مع ملف الأسرى كأولوية قصوى، لكنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة تضمنت إغلاق جسر الملك حسين الرابط بين الضفة الغربية والأردن بدءاً من الغد، في خطوة يُنظر إليها كإجراء احترازي في ظل تصاعد التوترات.
رسالة من الداخل:
كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نشرت مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي آلون أوهل (24 عاماً)، وهو يرتدي قميصاً أسود ويشاهد كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شاشة التلفزيون. وفي الفيديو، ينتقد أوهل الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "ما هذا يا شعب إسرائيل ويا جيش إسرائيل، هل ما زال أحد يصدق نتنياهو؟"، مضيفاً أن الأسرى الإسرائيليين أصبحوا عبئاً على الحكومة وأن حياتهم في خطر.
يُعتبر ملف الأسرى أحد أبرز نقاط التوتر بين إسرائيل وحماس منذ بداية النزاع الأخير، حيث تواصل الجانبان تبادل الاتهامات، ويظهر الأسير آلون أوهل في الفيديو كنموذج حي للضغط النفسي والسياسي الذي يواجهه المحتجزون. في الوقت نفسه، تؤكد واشنطن على موقفها الثابت بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى، ما يضع حماس أمام خيار إما التفاوض على أساس هذا الموقف أو مواجهة استمرار الجمود في الملف.
يبقى ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة حساساً ومعقداً، بين الرغبة الأميركية في إنهاء الأزمة دون تقديم تنازلات جزئية، والضغط الداخلي الإسرائيلي لإيجاد حل سريع، ورسائل المقاومة التي ترفع من وتيرة التوتر. في ظل هذه المعطيات، يبدو أن أي تحرك نحو هدنة طويلة المدى أو إطلاق جزئي للأسرى يواجه عقبات كبيرة، ما يهدد باستمرار الأزمة الإنسانية والسياسية في القطاع.