تل أبيب تواجه انهياراً داخلياً: الغضب الشعبي يهدد مؤسساتها

2025.09.23 - 04:34
Facebook Share
طباعة

غضب الشارع الإسرائيلي تصاعد بشكل كبير بعد تداعيات الهجوم العسكري الأخير وما خلفه من فوضى داخلية، كما تناولت معاريف العبرية في تقريرها التحليلي المظاهرات، التي شهدت سقوط عضو الكنيست إيلي دلال أثناء الاحتجاجات، أبرزت حالة الاستياء العميق بين المواطنين الذين يشعرون بالعجز أمام سياسات الحكومة الحالية، والتي أوصلت البلاد إلى أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، إلى جانب تدهور في الخدمات العامة وارتفاع معدلات الهجرة بين الكوادر المتعلمة.

الاحتجاجات تمثل ردة فعل طبيعية على تفكيك مؤسسات الدولة الأساسية، بما في ذلك المحاكم والشرطة والإعلام المستقل، بالإضافة إلى ضعف النظام الديمقراطي الذي أصبح عاجزاً عن حماية حقوق المواطنين.
في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي من نقص حاد في المعدات والخدمات، تتواصل الحكومة في تخصيص الموارد بطريقة تفضيلية لبعض الفئات على حساب احتياجات المجتمع، ما يزيد شعور المواطنين بالغضب والعجز أمام الوضع.

الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ساهم في تفاقم الأزمة، يجد المواطن نفسه أمام بطء الخدمات وانعدام الكفاءة، بينما تُصرف الأموال على مشاريع غير عاجلة وغير مرتبطة مباشرة بالاحتياجات الأساسية للشعب. يُظهر أن الغضب الشعبي مستمر بطريقة سلمية نسبيًا مقارنة بتاريخ الاحتجاجات في البلاد، رغم أن الإعلام الإسرائيلي يحاول تصويرها على أنها أعمال عنف.

تحليل الموقف السياسي يبين أن الاستياء ليس مجرد رد فعل لحادثة واحدة، بل نتيجة تراكم السياسات الحكومية الفاشلة على مدى سنوات.
الحكومة لم تستطع تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، ولم تتخذ خطوات فعالة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. كل ذلك ساهم في تحويل الاحتجاجات إلى تحرك شعبي واسع يضع الحكومة تحت ضغط مستمر، ويكشف هشاشة مؤسسات الدولة وقدرتها على التعامل مع الأزمات.

وجاء في التقرير أن الوضع الحالي يوضح أي محاولة لتجاهل مطالب الشعب أو استخدام القوة لقمع المحتجين ستزيد من تعقيد الأزمة، وستؤدي إلى فقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية بشكل أكبر.
التظاهرات الراهنة تكشف هشاشة الدولة الإسرائيلية وعمق أزمتها الداخلية، حيث فشل حكامها في حماية المدنيين أو توفير الأمن والاستقرار، بينما استمرت سياسات التمييز والفساد وتفضيل مصالح فئات محددة على حساب الشعب بأسره. الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتراكمة تهدد بانهيار مؤسسات الدولة، وهو ما يجعل أي محاولة لإصلاح النظام الإسرائيلي تبدو عاجزة عن كبح الغضب الشعبي أو مواجهة التحديات الحقيقية، وفق تحليل صحيفة معاريف العبرية الذي وصف الوضع بأنه كارثي بالنسبة لإسرائيل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10