لماذا يخشى الحوثيون ذكرى 26 سبتمبر؟ قراءة في تصاعد القمع

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.23 - 04:00
Facebook Share
طباعة

تتصاعد الحملة الأمنية التي تنفذها جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها مع اقتراب الذكرى الثانية والستين لثورة «26 سبتمبر»، إذ تحولت هذه المناسبة إلى هاجس سياسي وأمني للجماعة التي ترى فيها خطراً على مشروعها القائم على إعادة إنتاج الحكم الإمامي.

خلال الأيام الماضية شهدت محافظة حجة وعدة مدن أخرى مداهمات متفرقة استهدفت مدنيين وناشطين رفعوا العلم اليمني أو أبدوا استعداداً للمشاركة في فعاليات احتفالية. ترافق ذلك مع إزالة الأعلام الوطنية من الشوارع والأسواق والمنازل، في مشهد يعكس مسعى ممنهجاً لتجريد المناسبة من رمزيتها التاريخية وربطها بمعارضة الانقلاب.

التحركات الحوثية لم تقتصر على الاعتقالات، بل شملت تعميمات مشددة تمنع أي مظهر احتفالي، مع تهديد بعقوبات تشمل الغرامات والإغلاق والاختطاف، وهو ما خلق حالة من الخوف والرضوخ لدى السكان خشية فقدان مصادر رزقهم أو حريتهم.

أبعاد سياسية وأمنية:

يرى متابعون أن القمع المتزايد يعبّر عن إدراك الجماعة لحساسية المناسبة، خصوصاً أن الاحتفاء بثورة سبتمبر يجسد لدى اليمنيين رفضاً متجدداً لأي محاولة لإحياء الحكم السلالي. كما أن التفاعل الشعبي المتزايد مع ذكرى الثورة يشكل مؤشراً على اتساع الفجوة بين المجتمع والسلطة القائمة.

إلى جانب ذلك، تكشف الإجراءات الأخيرة عن قلق داخلي متنامٍ لدى الجماعة من إمكانية أن تتحول الفعاليات الوطنية إلى شرارة احتجاجات أوسع، خصوصاً في ظل تردي الأوضاع المعيشية والانتهاكات المستمرة. لذا جاء الاستنفار الأمني في صنعاء وعدة محافظات ليؤكد أن التعامل مع المناسبة لم يعد رمزياً فقط، بل تحوّل إلى ملف أمني متقدم.

الضغوط الحقوقية والدولية:

ترافق التصعيد الحوثي مع موجة استنكار من منظمات محلية وحقوقيين حذروا من سياسة ممنهجة تستهدف طمس الهوية الوطنية وإسكات الأصوات المعارضة. الدعوات تركزت على ضرورة تحرك محلي ودولي جاد لردع هذه الممارسات وتوفير حماية للمدنيين، مع التأكيد أن استمرار الصمت سيمنح الجماعة مساحة أكبر للتوغل في القمع وتكريس سلطتها بالقوة.

في المحصلة، تعكس التطورات الأخيرة حجم المأزق الذي تواجهه الجماعة الحوثية وهي تسعى لإحكام قبضتها على المجتمع، في وقت تتصاعد فيه الرمزية الشعبية لثورة سبتمبر بوصفها عنواناً لرفض الانقلاب. هذا التناقض يجعل أي إجراءات قمعية بمثابة اعتراف ضمني بأن المناسبة ما تزال قادرة على زعزعة استقرار الجماعة وإثارة هواجسها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6