ترامب يكشف خطته لإنهاء حرب غزة.. انسحاب إسرائيل تحت إشراف عربي

2025.09.23 - 03:56
Facebook Share
طباعة

في إطار التحرك الأميركي المتسارع لإدارة الصراع في غزة، أعلن موقع "أكسيوس" الإخباري أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم عرض خطة شاملة على القادة العرب والمسلمين لإنهاء الحرب في القطاع. تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من التصعيد العسكري المستمر، الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية، ما جعل الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل كبير. وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الخطة إلى إعادة صياغة المشهد الأمني والسياسي، وضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي بطريقة منظمة، مع الحفاظ على الاستقرار النسبي في القطاع بعد الحرب.

 

الاجتماع المرتقب.. قمة دولية موسعة

سيشارك في الاجتماع، وفق التقارير، قادة ومسؤولون كبار من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان. وتعتبر هذه التشكيلة مؤشرًا على أن الإدارة الأميركية تسعى للحصول على غطاء إقليمي واسع لخطة التسوية، بما في ذلك دعم سياسي وعسكري محتمل. ويبدو أن الاجتماع يأتي في إطار خطوة تمهيدية لعرض تفاصيل أكثر دقة عن الخطة، وجمع ردود الفعل قبل إعلان أي مبادرة رسمية.

 

محاور الخطة الأميركية.. انسحاب وتدخل عربي

تتضمن الخطة الأميركية عدة نقاط أساسية:

1. تحرير الرهائن: ترتيبات لإعادة الفلسطينيين المختطفين لدى إسرائيل عبر جهود دبلوماسية مشتركة.


2. جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي: خطوة دقيقة لتجنب فراغ أمني، مع ضمان حماية حدود إسرائيل.


3. الحكم في غزة بعد الحرب: إدارة مدنية بديلة عن حماس، تتضمن مشاركة عربية محتملة لضمان الاستقرار.


4. نشر قوات عربية أو إسلامية: لتأمين القطاع وتمكين الجيش الإسرائيلي من الانسحاب بشكل آمن.


5. تمويل إعادة الإعمار: دعم مالي عربي لتشييد البنية التحتية المتضررة، وربط المساعدات بإطار أمني وسياسي متكامل.

 

 

المواقف الإقليمية.. دعم مع تحفظات

إندونيسيا: أعلن الرئيس برابوو سوبيانتو استعداد بلاده لنشر قوات حفظ سلام في غزة، في خطوة تعكس رغبة إندونيسيا في لعب دور إقليمي في إدارة الأزمة.

الدول العربية: وفق مسؤول عربي، الاجتماع يعتبر خطوة استشارية أولية لجمع الردود، وليس التزامًا مباشرًا. هناك حذر عربي واضح حول المخاطر الأمنية والسياسية لوجود قوات عربية في غزة.

إسرائيل: المسؤولون الإسرائيليون على دراية بالخطوط العريضة للخطة، لكنهم يعتبرون أن هناك "حبوب مرة" قد يصعب تمريرها أمام الحكومة، في إشارة إلى الانسحاب الجزئي ومسؤولية الدول العربية عن الأمن.

 

ضغط غربي ودبلوماسية متعددة الأطراف

تأتي المبادرة الأميركية بعد اعتراف عدة دول غربية بدولة فلسطينية، بينها بريطانيا وكندا وفرنسا. هذه الخطوة عززت الضغط الدولي على إسرائيل، وجعلت تسوية سياسية محتملة أكثر إلحاحًا. كما أن هناك اهتمامًا دوليًا بإعادة صياغة الحلول بعيدًا عن الصراع العسكري المستمر، مع التركيز على الاستقرار الإقليمي وتمكين الفلسطينيين من إدارة قطاع غزة بشكل مؤقت بعد الحرب.

 

التحديات والرهانات

تواجه الخطة الأميركية عدة تحديات:

سياسيًا: قد يواجه انسحاب الجيش الإسرائيلي مقاومة داخل الحكومة الإسرائيلية، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن والاعتراف بالدور العربي المباشر في القطاع.

عسكريًا: نشر قوات عربية في غزة يمثل مخاطرة أمنية كبيرة، وقد يؤدي إلى صدامات مع الفصائل الفلسطينية إذا لم يتم تنسيق كامل.

اقتصاديًا: تمويل إعادة الإعمار يحتاج إلى التزام مالي عربي متواصل، وضمانات بعدم توجيه هذه المساعدات لمجموعات مسلحة.

 

السيناريوهات المحتملة

السيناريو الأول: قبول عربي واسع، مع انسحاب إسرائيلي منظم، وإعادة إعمار تدريجية للقطاع، ما يعيد بعض الاستقرار ويقلل من الضغط الدولي على واشنطن.

السيناريو الثاني: تحفظ عربي جزئي، وتأجيل القرار، ما يعني استمرار الوضع الحالي من حصار وأزمات إنسانية متفاقمة.

السيناريو الثالث: رفض أي تدخل عربي مباشر، مما قد يؤدي إلى تمديد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وزيادة التوترات الإقليمية.

 

اختبار للسياسة الأميركية والعربية

خطة ترامب تمثل محاولة لتوظيف النفوذ الأميركي في إعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي في غزة عبر دمج السياسة مع التدخل العسكري العربي والتمويل الاقتصادي. نجاحها يعتمد على قدرة واشنطن على إقناع إسرائيل بقبول الانسحاب، واستعداد الدول العربية لتحمل مسؤولية المشاركة المباشرة، بالإضافة إلى تفاعل المجتمع الدولي مع هذه المبادرة. يبقى السؤال الأكبر: هل تستطيع هذه الخطة تجاوز عقبات الواقع الميداني والسياسي، أم ستظل مجرد إطار نظري بعيد عن التنفيذ؟


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8