بعد أيام من إعادة فتحه، إسرائيل تغلق معبر اللنبي مجدداً.. ما السبب؟
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
أثار القرار الإسرائيلي بإغلاق معبر اللنبي، أحد أهم المنافذ الحدودية التي تربط الضفة الغربية بالأردن، موجة من التساؤلات حول أبعاده السياسية والأمنية.
فقد أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر أوامر مباشرة تقضي بإغلاق المعبر أمام حركة الأفراد والبضائع "حتى إشعار آخر".
البعد الأمني:
توقيت القرار جاء بعد أيام من هجوم استهدف موقعاً قرب المعبر وأسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين.
يرى مراقبون أن نتنياهو يحاول إظهار حزم أمني أمام جمهوره الداخلي عبر تشديد الإجراءات في منطقة حساسة تمثل شرياناً رئيسياً للفلسطينيين، فالمعبر هو المنفذ الوحيد تقريباً الذي يتيح للفلسطينيين السفر إلى الخارج عبر الأردن، ما يمنحه أهمية استراتيجية لا يمكن الاستهانة بها.
الانعكاسات الإنسانية:
إغلاق المعبر يضاعف معاناة الفلسطينيين، إذ يستخدمه آلاف المرضى والطلاب ورجال الأعمال بشكل يومي.
كما أن حركة البضائع، خاصة المواد الغذائية والأدوية، ستتأثر بصورة مباشرة، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة معيشية في الضفة الغربية.
منظمات حقوقية حذرت من أن القرار يشكل عقاباً جماعياً يمس المدنيين أكثر مما يحقق مكاسب أمنية لإسرائيل.
الحسابات السياسية:
تزامن مع تزايد اعتراف دول غربية بدولة فلسطين، ما اعتبرته حكومة نتنياهو تحدياً دبلوماسياً. لذلك، يقرأ مراقبون الإجراء كرسالة سياسية موجهة إلى هذه الدول وإلى السلطة الفلسطينية معاً، بأن إسرائيل قادرة على التحكم وربطت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بين قرار الإغلاق وخطوات الرد غير المعلنة على موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية.
البعد الإقليمي:
على المستوى الإقليمي، يمثل معبر اللنبي صلة وصل مباشرة بين الأردن والضفة الغربية. وإغلاقه قد يضع عمان في موقف حرج، فهي مطالبة بالتنسيق مع إسرائيل من جهة، والاستجابة لمطالب الفلسطينيين من جهة أخرى. وقد يدفع هذا الوضع إلى ضغوط سياسية متزايدة على الحكومة الأردنية، خصوصاً أن المعبر يشكل رئة حيوية للتواصل بين الفلسطينيين والعالم الخارجي.
مستقبل القرار:
في ظل غياب إعلان رسمي مفصل من مكتب نتنياهو، يبقى القرار مفتوحاً على احتمالات عدة. فقد يكون خطوة مؤقتة مرتبطة بالهواجس الأمنية الراهنة، أو تصعيداً سياسياً متعمداً يهدف إلى اختبار ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية.
