قبيل خطابات القادة.. أميركا تحبط أخطر محاولة لتعطيل الاتصالات في نيويورك

2025.09.23 - 03:25
Facebook Share
طباعة

قبل ساعات من انطلاق أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعلنت السلطات الأميركية عن إحباط ما وصفته بـ"تهديد أمني نوعي" يستهدف البنية التحتية للاتصالات في المدينة. الكشف عن شبكة تضم أكثر من 100 ألف شريحة هاتف محمول يعكس حجم الخطر الذي كان يمكن أن يعطل الاتصالات ويؤثر على واحدة من أهم الفعاليات الدبلوماسية على مستوى العالم.

 

أعلن جهاز الخدمة السرية الأميركي، الثلاثاء، عن نجاحه في تفكيك شبكة معقدة كان يمكن استغلالها في تنفيذ هجمات إلكترونية واتصالية واسعة النطاق. ووفق البيان، فإن هذه الشبكة لم تقتصر على إمكانية تعطيل أبراج الهواتف المحمولة فحسب، بل تضمنت أيضًا وسائل لشن هجمات "قطع الخدمة" (DDoS)، إضافة إلى تمكين اتصالات مجهولة ومشفرة بين جهات فاعلة قد تكون إجرامية أو سياسية.

الجهاز أوضح أن القدرة التخريبية لهذه الشبكة تكمن في حجمها الضخم، إذ تضم أكثر من 100 ألف شريحة هاتف، ما يجعلها قادرة على إحداث إرباك واسع النطاق في الاتصالات الهاتفية والإنترنت داخل نيويورك، وهو ما كان من شأنه أن يهدد الأمن العام في فترة حساسة.

 


تزامن الإعلان عن هذه العملية الأمنية مع انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تشهد نيويورك هذا الأسبوع استنفارًا أمنيًا غير مسبوق مع توافد قادة ورؤساء دول العالم.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابًا افتتاحيًا أمام الدورة الـ80، إلى جانب قادة آخرين مثل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو دا سيلفا، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلًا عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

هذه الكوكبة من القادة تجعل من نيويورك هدفًا حساسًا لأي محاولة لزعزعة الاستقرار، سواء عبر تهديدات إرهابية تقليدية أو من خلال الهجمات السيبرانية والتشويش على الاتصالات.

 


رغم نجاح السلطات الأميركية في إحباط هذا التهديد، إلا أن القضية تثير أسئلة عميقة حول الهشاشة النسبية للبنية التحتية الرقمية في المدن الكبرى، حتى تلك المحصنة أمنيًا مثل نيويورك.

كما يعكس الحادث تحوّل التهديدات الأمنية من نمطها العسكري والتقليدي إلى حروب رقمية وأدوات اتصال مشفرة، حيث يمكن لشبكة هواتف غير مشروعة أن تتحول إلى سلاح استراتيجي بيد جماعات منظمة أو حتى دول.

 


الكشف عن شبكة "100 ألف شريحة" لا يمثل مجرد إنجاز أمني، بل يعد جرس إنذار جديدًا للمجتمع الدولي وهو يجتمع في نيويورك لمناقشة قضايا الأمن والسلم الدوليين. فبينما يتحدث القادة عن الحلول السياسية للنزاعات العالمية، تتسلل تهديدات من نوع آخر — رقمية وغير مرئية — لتعيد صياغة معادلة الأمن في القرن الحادي والعشرين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9