أعلنت مصر، عبر رئيس وزرائها مصطفى مدبولي، أنها ستستضيف مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في خطوة تهدف إلى حشد التمويل اللازم لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار ودعم الشعب الفلسطيني.
مدبولي يعلن المبادرة من الأمم المتحدة
خلال مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة حول "حل الدولتين"، أكد مدبولي أن مصر ستتخذ دورًا قياديًا في دعم غزة بعد وقف العمليات العسكرية. وقال:
"مصر ستستضيف، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار قطاع غزة لحشد التمويل اللازم للخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية لإعادة استقرار القطاع بعد الدمار الكبير الذي لحق به نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
اجتماع وزاري موسع لبحث إعادة الإعمار
في السياق ذاته، استضاف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى بمقر بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ناقش خلاله سبل التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.
وأشار البيان الصادر عن وزارة الخارجية إلى مشاركة عدد من الشخصيات الدولية عبر الفيديو، بينهم:
محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني.
ريم العبلي رادوفان، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية.
وزراء وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، اليابان، النرويج، السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، عمان، البحرين، فرنسا، بريطانيا، الأردن، كندا، إسبانيا، الدنمارك، سلوفينيا وتركيا.
رؤية مصر لإعادة إعمار غزة: فلسطينية بقيادة مصر
أكد عبد العاطي أن رؤية مصر لإعادة إعمار غزة ترتكز على قيادة الفلسطينيين لهذه الجهود، مشددًا على ضرورة أن يتم الربط بين جهود التعافي والإطار السياسي الأشمل الذي يتضمن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن إعادة إعمار غزة لا يمكن فصلها عن الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة التي تضمن حق الفلسطينيين في أرضهم وعيشهم بكرامة.
تأتي هذه المبادرة المصرية بعد تدمير واسع في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي الأخير، ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين وخلق أزمة إنسانية حادة، وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. وتستهدف مصر، من خلال المؤتمر المزمع، حشد التمويل الدولي لإعادة بناء البنية التحتية والخدمات الأساسية، بما يشمل الإسكان والصحة والتعليم، لتعويض الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقطاع.
تأكيد مصر على استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة يعكس الدور القيادي للقاهرة في دعم الشعب الفلسطيني، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية العمل الفوري لوقف التصعيد وتوفير التمويل اللازم لتعافي غزة. وتؤكد القاهرة أن الحل السياسي القائم على حل الدولتين يبقى الأساس لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.