مصر وتركيا على أعتاب تعاون استراتيجي.. أول مناورات بحرية مشتركة منذ 13 عامًا

2025.09.23 - 01:03
Facebook Share
طباعة

بعد أكثر من عقد من التوتر والقطيعة، شهدت العلاقات العسكرية بين مصر وتركيا خطوة نوعية غير مسبوقة، مع وصول عناصر من القوات البحرية المصرية إلى الأراضي التركية للمشاركة في التدريب البحري المشترك "بحر الصداقة – 2025". هذا الحدث يمثل أول مشاركة مباشرة منذ 13 عامًا، في مؤشر واضح على تحول مسار العلاقات بين البلدين من الصراع إلى التعاون، ويعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار في شرق المتوسط.

 

تفاصيل التدريب البحري المشترك

يشمل التدريب مجموعة من المحاضرات النظرية والأنشطة العملية في البيئة البحرية، حيث يتم التركيز على:

صقل المهارات القتالية للعناصر المشاركة.

توحيد المفاهيم العملياتية بين القوات المصرية والتركية.

رفع كفاءة تنفيذ المهام المشتركة وفق المعايير الدولية.


ويأتي هذا التدريب ضمن خطة التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية مع دول شقيقة وصديقة، بهدف:

تعزيز التعاون العسكري الثنائي ومتعدد الأطراف.

تبادل الخبرات التكتيكية والفنية بين الجانبين.

استيعاب أحدث أساليب القتال والتقنيات البحرية الحديثة.


البعد السياسي والدبلوماسي

تمثل هذه المناورات علامة فارقة في مسار التطبيع العسكري والسياسي بين القاهرة وأنقرة، بعد سنوات من التوتر العميق الذي أعقب أحداث 2013. وتشير التحركات الأخيرة إلى:

جهود دبلوماسية مكثفة تُترجم في زيارات متبادلة لمسؤولي الدفاع والخارجية.

توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، ما يعكس رغبة الطرفين في تجاوز خلافات الماضي.

 

الرسائل الإقليمية

اختيار منطقة شرق المتوسط لإجراء المناورات يحمل بعدًا سياسيًا واضحًا، إذ أنها كانت في السابق مسرحًا لتنافس حاد حول حقوق الطاقة والحدود البحرية. الرسائل المضمرة تشمل:

تحويل منطقة الخلاف إلى مساحة تعاون مشترك.

طمأنة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بأن مصر وتركيا يسعيان نحو الاستقرار وليس التصعيد.

تعزيز القدرة على الرد المشترك على أي تهديدات بحرية أو أمنية في المنطقة.


وصول القوات البحرية المصرية إلى تركيا لإجراء التدريب المشترك لأول مرة منذ 13 عامًا يمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا في العلاقات الثنائية. ويؤكد أن مصر وتركيا، رغم تاريخ طويل من الخلافات، قادران على تجاوز التوترات السابقة والعمل معًا لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. المناورات البحرية ليست مجرد تدريب عسكري، بل رسالة دبلوماسية واضحة تعكس نضجًا في التعاطي مع التحديات الإقليمية وتحولًا نحو بناء شراكات استراتيجية جديدة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 10