برّاك يلوّح بتدخل عسكري إسرائيلي ويتهم لبنان بالعجز

2025.09.23 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 تشير التقديرات السياسية في بيروت إلى أن لبنان يواجه مرحلة شديدة الحساسية خلال الأشهر المقبلة، مع تزايد الحديث عن احتمالات التصعيد الإسرائيلي ضد البلاد. المعطيات المتداولة تؤكد أن واشنطن وتل أبيب تعتبران الإجراءات اللبنانية غير كافية، وأن الدولة لم تقدم الخطوات المطلوبة منها، خصوصاً في ما يتعلق بملف سلاح المقاومة.


بحسب ما يُنقل في الأوساط السياسية، فإن هناك مهلة غير معلنة لا تتجاوز الشهرين، وبعدها قد يتجه الاحتلال الإسرائيلي إلى خطوات عسكرية مباشرة على الأرض، في حال لم تطرأ تغييرات ملموسة. هذه الصورة عززها دبلوماسيون أوروبيون وعرب، من بينهم قطريون، حذّروا المسؤولين في بيروت من الرهان على تدخل أميركي يقي البلاد أي مواجهة مقبلة.


تصريحات أميركية تنذر بالتصعيد
في هذا السياق، برزت مواقف المبعوث الأميركي توماس برّاك خلال مقابلة تلفزيونية، حيث اتهم السلطات اللبنانية بالاكتفاء بالكلام من دون اتخاذ إجراءات عملية. ورأى أن الوضع الداخلي في لبنان يزداد صعوبة، مشدداً على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يلتزم بالحدود أو الخطوط الحمراء، وسيتخذ أي إجراء يراه ضرورياً لحماية إسرائيل". وأوضح أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً لمواجهة حزب الله، سواء عبر قواتها مباشرة أو من خلال القيادة المركزية.


تصريحات برّاك حملت أيضاً إشارات حول إمكان قيام إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة النطاق في الجنوب اللبناني، قد تصل إلى نهر الأولي. كما تحدث عن معلومات تفيد بأن حزب الله يحصل على دعم مالي يقدّر بـ60 مليون دولار شهرياً، معتبراً أن الحزب يعيد بناء قدراته العسكرية بشكل متسارع.


مكافآت مالية واستهداف شبكات التمويل
في موازاة هذه المواقف، أعلنت الخارجية الأميركية عن برنامج مكافآت تصل إلى 10 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات حول شبكات التمويل التابعة لحزب الله. البيان شدّد على أن الهدف هو تعطيل تدفق الأموال، في خطوة تندرج ضمن الضغوط الأميركية المستمرة على الحزب وحلفائه.


الثابت: لا انسحابات إسرائيلية
تؤكد المعطيات السياسية أن إسرائيل ليست بصدد القيام بأي خطوة تراجعية، سواء لجهة الانسحاب من المواقع التي تحتلها في الجنوب أو في ما يتصل بملف الأسرى. وتوضح المصادر أن المشروع الإسرائيلي يتجاوز لبنان ليشمل المنطقة ككل، وأن ما يجري يندرج ضمن مسار استراتيجي طويل الأمد.


بُعد إقليمي وتفاعل سعودي
بالتوازي مع هذه التطورات، تواصلت الأوساط اللبنانية في مراقبة ردود الفعل على دعوة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة. وحتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي سعودي، فيما اقتصرت التعليقات على وسائل الإعلام ومواقع التواصل.


غير أن لقاءات الموفد السعودي يزيد بن فرحان في بيروت حملت إشارات إلى رغبة المملكة في لعب دور راعٍ للعلاقات اللبنانية – السورية في المرحلة المقبلة. وتوضح مصادر سياسية أن الموفد السعودي ركّز على أهمية تجنّب أي صيغة صدامية داخلية، وأن المملكة تعمل على ترتيب ملفات إقليمية انطلاقاً من اجتماعات تستضيفها الرياض، وسط انطباعات بوجود تراجع في مستوى الضغط السعودي المباشر على لبنان بفعل المتغيّرات الجارية في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4