مصر والغزو الإسرائيلي المحتمل لغزة: قراءة تحليلية في السياسة الوطنية والإقليمية

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.22 - 11:42
Facebook Share
طباعة

مع تصاعد التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول الضغط على القاهرة لقبول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، يقدم د. حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قراءة دقيقة للموقف المصري، موضحاً أن القاهرة تتبنى استراتيجية متوازنة تجمع بين الحزم الوطني والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع دعم مستمر للقضية الفلسطينية، أيضاً أن السياسة المصرية تستند إلى ثلاثة محاور أساسية: حماية الأمن الوطني، الالتزام بالسلام، ودعم حقوق الفلسطينيين.

محور الأمن القومي: جاهزية شاملة واستعداد لأي احتمالات:

يشدد المقال على أن الجيش المصري يمتلك خططًا واضحة لحماية الحدود، خصوصًا في سيناء، مع مراقبة دقيقة لأي تهديدات محتملة من قبل الكيان الإسرائيلي أو أي عناصر متطرفة في المنطقة، التحركات الميدانية لا تُعد مجرد إجراءات عسكرية روتينية، بل جزء من سياسة متكاملة تهدف لتأمين الحدود ومنع أي خرق للأراضي المصرية.
القاهرة تؤكد أن أي تحرك يستهدف سيادتها سيواجه ردًا مناسبًا وفوريًا، ما يعكس مستوى الانضباط والاستعداد الكامل لقواتها المسلحة، وهو موقف لا يمكن التدخل فيه من أي طرف خارجي.

السلام الإقليمي: التزام مشروط بالاحترام المتبادل

على الرغم من حزمها، تظل مصر ملتزمة باتفاقية السلام الموقعة منذ عقود، مع حرص دائم على دعم استقرار المنطقة من خلال تسويات سلمية عادلة.
غير أن التزام القاهرة يعتمد على التزام الجانب الآخر بالقوانين والاتفاقيات المعمول بها، وهو ما لم يحدث في العديد من التصرفات الإسرائيلية تجاه غزة والضفة الغربية. ويشير المقال إلى أن التواصل الدائم مع واشنطن يوضح موقف مصر تجاه أي خرق محتمل للحدود، ويؤكد أن أي تصرف عدائي لن يُترك بلا رادع.

دعم القضية الفلسطينية: رفض التهجير واستمرار الدعوة للدولة المستقلة

يؤكد أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولة لتوسيع العمليات العسكرية في غزة أو دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية. السياسة المصرية تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف الذي يضع القاهرة في مركز المبادرات الإنسانية والدبلوماسية بالمنطقة.
محاولات إسرائيل تصوير تحركات الجيش المصري على أنها تهديد أو استباقية تهدف لتبرير سياساتها في غزة، وهي محاولات فاشلة لا تؤثر على صلابة الموقف المصري.

قراءة الواقع الإسرائيلي: هشاشة وتراجع التأييد الدولي

إسرائيل تواجه صعوبة في الحفاظ على صورتها كدولة مستقرة، خاصة بعد فقدان الدعم التقليدي من قطاعات واسعة في أوروبا وأمريكا. الإعلام الإسرائيلي، وفق التحليل، يسعى إلى خلق سردية تضليلية تظهر أن القاهرة تمثل تهديدًا مباشرًا للكيان، في محاولة لاستدراج التعاطف الدولي بعد فشل حملات الدعاية السابقة.
هذا الواقع يؤكد محدودية قدرة إسرائيل على فرض إرادتها في المنطقة، ويبرز الدور المصري كعامل ضبط رئيسي.

القدرة على الرد: توازن بين القوة والدبلوماسية

المقال يوضح أن السياسة المصرية توازن بين القدرة على الرد العسكري عند الحاجة، والحرص على عدم التصعيد الذي قد يضر بالاستقرار الإقليمي.
القوات المسلحة المصرية تمتلك تجهيزات متقدمة وخططاً مدروسة للتعامل مع أي تهديد محتمل، بما يضع إسرائيل في موقع محدود ويحد من أي مغامرة يمكن أن تهدد مصالح الدول المجاورة أو حقوق الفلسطينيين.

السياق الإقليمي: التحديات والفرص

الموقف المصري ليس معزولًا عن البيئة الإقليمية المعقدة، التي تشمل التوترات بين دول الجوار، والنزاعات الداخلية في بعض الدول العربية، إضافة إلى التحديات المتعلقة بحركات المقاومة الفلسطينية. مصر تدرس كل خطوة ضمن هذا الإطار، ما يمنحها القدرة على ضبط أي أزمة قبل أن تتصاعد، سواء عبر التحركات الميدانية أو الدبلوماسية.

الرسالة للمجتمع الدولي:

يؤكد المقال أن الموقف المصري يرسل رسائل واضحة للمجتمع الدولي: حماية الأمن القومي ليست قابلة للتفاوض، دعم حقوق الفلسطينيين مستمر، والتزام مصر بالسلام يعتمد على الاحترام المتبادل. أي محاولة لتجاوز هذا الموقف ستواجه ردًا مدروسًا، يوازن بين حماية المصالح الوطنية ودعم السلام في المنطقة.

مصر بين الحزم والدبلوماسية:

مصر تتعامل مع التطورات الإسرائيلية بمنطقية وعقلانية، مع رفض أي تهجير أو استيلاء على الأراضي الفلسطينية. السياسة المصرية تجمع بين ضبط النفس والحزم العسكري، دعم القضية الفلسطينية، والحفاظ على استقرار الإقليم. القاهرة تثبت أن أي خطوات عدوانية محتملة من إسرائيل ستقابل برد مدروس، يحفظ الأمن الوطني ويعزز دور مصر كعنصر استقرار رئيسي في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7