إسرائيل أعلنت أنها لن تشارك في اجتماع مجلس الأمن المقرر الثلاثاء، لمناقشة التطورات في حرب غزة، وذلك بسبب تزامن موعده مع احتفالات رأس السنة العبرية، حسب ما صرح به مندوبها لدى الأمم المتحدة.
هذا القرار يسلط الضوء على التوترات المستمرة بين مواقف الدولة العبرية والدور الدولي في معالجة الأزمة في القطاع المحاصر.
تأتي هذه الغياب في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً عسكرياً كبيراً، حيث تواصل القوات الإسرائيلية هجومها البري في محاولة للسيطرة على المدينة، التوتر على الأرض ترافقه تحركات فلسطينية واسعة، إذ يقوم العديد من السكان بنقل ممتلكاتهم والهروب نحو مناطق أكثر أماناً جنوب القطاع، في ظل استمرار القصف والاشتباكات.
تل أبيب طالبت مجلس الأمن بتغيير موعد الجلسة لتجنب التضارب مع العطلات الدينية، غير أن الاجتماع أُقر في موعده الأصلي، ما دفع الدولة العبرية للانسحاب من المشاركة المباشرة.
من الناحية الدبلوماسية، هذا الغياب يثير تساؤلات حول فعالية النقاشات الدولية عند استبعاد أحد الأطراف الأساسية في النزاع، خصوصًا في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
الخطاب الذي كان من المفترض أن تلقيه إسرائيل أمام المجلس يأتي بعد سلسلة من الاعترافات الدولية بفلسطين، بما فيها قرارات من دول غربية كبرى، ما يضيف ضغطًا سياسيًا على تل أبيب في الساحة الدولية. الموقف الإسرائيلي يعكس صعوبة التوفيق بين الالتزامات الدبلوماسية والتوازنات الداخلية المرتبطة بالأعياد والمناسبات الدينية، إضافة إلى الاهتمام بالرسائل السياسية الموجهة داخليًا وخارجيًا.
في الوقت نفسه، استمرار العمليات العسكرية على الأرض يزيد من تعقيد أي جهود وساطة، ويضع مجلس الأمن أمام تحديات تنظيمية ومهنية للتعامل مع الأزمة.
أي نقاشات لاحقة ستحتاج إلى تنسيق شديد بين الأطراف المختلفة لضمان مشاركة فعالة، خاصة مع تباين المواقف بين الدول المعنية.
يبرز القرار الإسرائيلي أيضًا أثر التوازنات الدينية والثقافية في صياغة السياسات الخارجية، حيث تضطر الدولة لموازنة الالتزامات الدولية مع الالتزامات الدينية المحلية، كما أن هذا الغياب يؤثر على قدرة المجتمع الدولي في تقديم توصيات عملية أو اتخاذ قرارات عاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية، ويجعل من متابعة التطورات على الأرض أمرًا أكثر تعقيدًا.
وسط هذه التطورات، يظل السؤال الأساسي عن مدى قدرة المؤسسات الدولية على التأثير في مسار النزاع، خاصة عند غياب أحد الأطراف الأساسية عن المناقشات المباشرة. هذا الواقع يعكس التحديات الكبيرة في الوصول إلى حلول عملية للأزمة في غزة، ويؤكد الحاجة إلى تفكير استراتيجي طويل المدى للتعامل مع تداعيات النزاع على المستويين الإقليمي والدولي.