سجلت مدينة جنوة شمال إيطاليا، اليوم الاثنين، إضرابًا واسعًا لعمال الموانئ الذين أغلقوا الطرق المؤدية إلى الميناء الرئيسي، احتجاجًا على استخدام الأراضي الإيطالية كمنصة لشحنات مرتبطة بإسرائيل. كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، في مشهد أكد على الطابع التضامني للحراك مع غزة.
وفي ليفورنو وتوسكانا، أغلق عمال آخرون مداخل الموانئ، مشددين على أن هدفهم منع مرور الأسلحة والإمدادات العسكرية التي تُستخدم في الحرب.
تأثيرات على الحياة اليومية:
امتدت آثار الإضرابات إلى قطاعات حيوية، إذ تعطلت خدمات النقل العام وتوقفت بعض المدارس، فيما شهدت حركة القطارات تأخيرات ملحوظة باتجاه العاصمة روما. ورغم ذلك، ظلّت شبكات المترو والطيران تعمل بصورة طبيعية.
هذا التحرك أثار جدلًا سياسيًا داخل إيطاليا، خصوصًا أن الحكومة اليمينية بقيادة جورجا ميلوني تُعد من أبرز الداعمين لإسرائيل في أوروبا، لكن الخلافات داخل الائتلاف الحاكم برزت مؤخرًا نتيجة تصاعد الانتقادات للحملة العسكرية على غزة.
موانئ أوروبية أخرى على خط المواجهة:
لم تقتصر هذه التحركات على إيطاليا وحدها، إذ شهدت موانئ أوروبية أخرى خطوات مشابهة:
فرنسا: في مرسيليا، عرقل العمال مرور شحنات مرتبطة بإسرائيل.
السويد: ميناء جوتنبيرغ شهد احتجاجات مماثلة.
اليونان: نقابات ميناء بيرايوس أعلنت بوضوح رفضها لعبور الأسلحة باتجاه تل أبيب.
إسبانيا: في برشلونة وبلنسية، هددت النقابات العمالية بتنظيم إضرابات ما لم يتم التدقيق الصارم في الحمولات المتجهة إلى إسرائيل.
البعد السياسي للتحركات:
تصف النقابات العمالية هذه الإضرابات بأنها "إضرابات تضامنية" تهدف للضغط على الحكومات الأوروبية لوقف تصدير الأسلحة ويعتقد مراقبون أن توسيع رقعة الاحتجاجات إلى مزيد من الموانئ سيضاعف الكلفة الاقتصادية والسياسية، ويضع الاتحاد الأوروبي أمام تحديات متزايدة بشأن موقفه من الحرب في غزة.
احتمالات التصعيد:
إذا استمر اتساع رقعة هذه التحركات، فإنها قد تؤدي إلى تعطيل مسارات تجارية رئيسية وتأخير سلاسل الإمداد، ما سيجعلها عامل ضغط إضافي على صانعي القرار في بروكسل والعواصم الأوروبية.
ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها مؤشر لتحول تدريجي في المزاج الشعبي والنقابي الأوروبي تجاه الحرب، قد ينعكس لاحقًا على سياسات رسمية أكثر صرامة في ما يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل.