من الملاعب إلى السياسة: كرة القدم تضيق الخناق على إسرائيل

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.22 - 08:52
Facebook Share
طباعة

منذ هجوم السابع من أكتوبر وما تبعه من حرب إسرائيلية على غزة، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 60 ألفًا، بينما يعيش نصف مليون إنسان على حافة المجاعة بحسب برنامج الغذاء العالمي. هذه الكارثة لم تعد تقتصر على الميدان السياسي أو الإنساني، بل بدأت انعكاساتها تضرب سمعة إسرائيل في المحافل الرياضية.

استهداف قطر فجّر الغضب:

الهجوم الإسرائيلي على قطر في التاسع من سبتمبر لم يكن مجرد عمل عسكري، بل شكل صدمة لواحدة من أبرز الدول الراعية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم. هذه الخطوة فتحت الباب أمام دعوات متزايدة لإخضاع إسرائيل للمحاسبة عبر حرمانها من المشاركة في البطولات القارية، تمامًا كما جرى مع روسيا بعد غزو أوكرانيا.

الرياضة كساحة للمحاسبة الدولية:

إسرائيل طالما سعت إلى استغلال الرياضة لبناء صورتها كدولة طبيعية ضمن المجتمع الدولي. لكن المطالبات بإقصائها من المنافسات القارية تكشف عن تحول مهم: الرياضة لم تعد حصنًا معزولًا عن السياسة، بل أداة لمحاسبة الدول التي تنتهك القوانين الإنسانية. استبعاد المنتخب الإسرائيلي وأنديته من البطولات الأوروبية سيشكل ضربة قوية لصورتها الناعمة، ويؤكد عزلتها المتصاعدة.

سيناريوهات العزلة:

إقصاء كامل: إخراج المنتخب والأندية الإسرائيلية من جميع المسابقات، وهو مطلب يتصاعد في الأوساط الأوروبية.

عقوبات جزئية: مثل حرمان الأندية من المنافسة مع إبقاء المنتخب لفترة مؤقتة.

تجميد مشروط: ربط العودة إلى المنافسات بوقف الحرب على غزة واحترام القانون الدولي.


إسرائيل على خطى جنوب إفريقيا وروسيا:

التاريخ يوضح أن الرياضة يمكن أن تكون ساحة فعالة لمحاسبة الدول المنتهِكة. جنوب إفريقيا عُزلت رياضيًا بسبب نظام الفصل العنصري، وروسيا مُنعت من جميع المنافسات الأوروبية والدولية عقب غزو أوكرانيا. واليوم تقف إسرائيل أمام مسار مشابه، حيث تتزايد الدعوات للتعامل معها كدولة خارجة عن القانون الدولي.

نحو عزلة شاملة:

رغم محاولات المسؤولين الإسرائيليين الضغط لمنع القرار، فإن مجرد إدراج القضية على أجندة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يكشف حجم التحول. فإسرائيل لم تعد تواجه فقط الإدانات السياسية، بل تخاطر بخسارة آخر أدواتها الدعائية أمام العالم. وإذا اتخذ الاتحاد الأوروبي والفيفا قرارًا مماثلًا لما حدث مع روسيا، فإن إسرائيل ستجد نفسها معزولة ليس فقط سياسيًا، بل رياضيًا وشعبيًا، وهو ما قد يشكل بداية موجة أوسع من المقاطعة الدولية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4