سوريا تكسر العزلة الشرع يطل من نيويورك .. أول خطاب سوري أمام الأمم المتحدة منذ 58 عام

2025.09.22 - 08:40
Facebook Share
طباعة

في سابقة هي الأولى منذ أكثر من نصف قرن، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصبح أول رئيس سوري يخاطب المنظمة الدولية منذ عهد نور الدين الأتاسي عام 1967. الزيارة التي وُصفت في الأوساط السورية بـ"الحدث التاريخي"، حملت رسائل داخلية موجهة إلى الجالية السورية بضرورة التوحد، ورسائل خارجية تعكس عودة دمشق إلى المنابر الدولية بعد سنوات طويلة من العزلة والعقوبات.

لقاء مع الجالية السورية
مساء الأحد، التقى الشرع وفوداً من أبناء الجالية السورية في نيويورك، حيث قوبل بحفاوة واضحة من الحاضرين الذين رددوا هتافات الترحيب. أحد الحضور خاطبه قائلاً: "الله يعزك متل ما عزيتنا". وخلال اللقاء، شدد الشرع على أن "الشعب السوري قد يختلف في بعض القضايا، لكنه يجب أن يبقى موحداً"، مضيفاً أن العالم "يعطي فرصة جديدة للسوريين لإثبات أنفسهم".

رسائل سياسية ودعوات للوحدة
الشرع وصف الطريق نحو إعادة بناء سوريا بأنه "شاق ومليء بالصعاب"، لكنه أكد أن البلاد قادرة على أن تعود لتكون "عروس الشرق الأوسط". وأضاف أن ما ينقص سوريا اليوم هو "خطة سليمة ووحدة صف"، لافتاً إلى أن سوريا تمتلك رأس مال بشري وموارد طبيعية كبيرة تؤهلها للنهوض مجدداً، رغم حجم الدمار الذي طال مختلف القطاعات.

منبر الأمم المتحدة بعد عقود من الغياب
تحمل هذه المشاركة رمزية خاصة، إذ لم يسبق لأي رئيس سوري منذ ستينيات القرن الماضي أن خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة. آخر مشاركة على هذا المستوى تعود إلى الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي قبل حرب يونيو 1967 مع إسرائيل. عودة الشرع إلى هذا المنبر الدولي تعكس رغبة دمشق في تثبيت موقعها كفاعل إقليمي بعد سنوات من التهميش.

عزلة سوريا منذ 2011
منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، دخلت دمشق في عزلة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة. تم تعليق عضويتها في الجامعة العربية في نوفمبر من العام نفسه، وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة شملت شخصيات ومؤسسات سورية. كما تراجعت العلاقات مع معظم العواصم الغربية، ما جعل النظام السوري معزولاً عن المنابر الدولية لعقد كامل تقريباً. وبعد سقوط النظام بدأت سوريا تستعيد مكانتها بين الدول، لتتوج اليوم بمشاركة الشرع في اجتماعات الأمم المتحدة على أعلى مستوى.

آمال بلقاء ترامب
في مقابلة مع شبكة سي بي إس الأميركية، أعرب الشرع عن أمله في لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيداً بخطواته الأخيرة المتعلقة برفع العقوبات عن دمشق. هذه الرسالة تعكس تطلع القيادة السورية إلى استثمار اللحظة السياسية لإعادة بناء جسور التواصل مع واشنطن والعواصم الغربية.

جدول أعمال مكثف
إلى جانب مشاركته في الجلسة العامة، سيعقد الشرع سلسلة لقاءات ثنائية مع قادة دول ورؤساء وفود، بمشاركة وزير الخارجية أسعد الشيباني. كما سيشارك في فعاليات متعددة على هامش الاجتماعات، في خطوة تهدف إلى تكريس فكرة أن سوريا استعادت مكانها على الساحة الدولية.


زيارة الشرع إلى نيويورك ليست مجرد مشاركة بروتوكولية، بل تحمل أبعاداً سياسية عميقة: فهي إعلان عودة دمشق إلى الساحة الدولية بعد عزلة امتدت أكثر من عقد، ورسالة للداخل السوري بضرورة رص الصفوف. لكن في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الضخمة، ستبقى عودة سوريا إلى المسرح الدولي رهناً بقدرتها على تحويل هذه المشاركة الرمزية إلى مكاسب عملية على الأرض. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5