حملة "ريفنا بيستاهل" تتصدر التبرعات السورية

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.21 - 06:52
Facebook Share
طباعة

أظهرت حملة التبرعات لمناطق ريف دمشق تجاوباً واسعاً من الأهالي والمجتمع المحلي والدولي، حيث جمع نحو 76 مليون دولار من حوالي 2370 متبرعاً، متفوقة على الحملات السابقة في حمص ودرعا ودير الزور. ويرى مسؤولون أن هذا الرقم ليس مجرد نجاح مالي، بل مؤشر على التلاحم الاجتماعي والاعتراف الرمزي بدور ريف دمشق كمنطقة أساسية في النسيج الاجتماعي والسياسي السوري.

الرمزية التاريخية للغوطة:

وتأثيرها على التعاطف الشعبي
تمثل الغوطة الشرقية والغوطة المحيطة بدمشق على مر التاريخ "حديقة دمشق"، حيث كانت معروفة بإنتاج الفواكه والخضراوات والألبان والأجبان، وتشكلت جزءاً من هوية العاصمة الاقتصادية والاجتماعية، هذا الدور التاريخي ساهم في تعزيز التعاطف مع أهالي الريف المتضرر، ولاسيما بعد أكثر من أربعة عشر عاماً من الحرب التي دمرت معظم البنى التحتية وأدت إلى تهجير أعداد كبيرة من السكان.

التغطية الشاملة لاحتياجات المناطق المتضررة:

تركز الحملة على إعادة تأهيل الخدمات الأساسية والمرافق العامة، بما يشمل المدارس والمستشفيات ووحدات المياه والكهرباء، إضافة إلى إصلاح الطرق وبناء وحدات سكنية جديدة.
وتم تنظيم الحملة بشكل يدمج بين الجهود الحكومية والإدارات المحلية والمجتمع المدني، مع إشراك رجال أعمال وتجار وصناعيين لتقديم الدعم المالي والفني.

دعم عربي ودولي وإسهامات المجتمع المدني:

لم تقتصر التبرعات على الداخل السوري، إذ ساهمت دول عربية مثل السعودية والأردن والكويت وقطر وتركيا، إلى جانب منظمات دولية مثل منظمة "سامز" الأميركية، وفريق ملهم التطوعي المحلي، ما أضاف قيمة مالية إضافية تجاوزت خمسة ملايين دولار. كما خصصت وزارة الإدارة المحلية منحة بقيمة مليون دولار لكل بلدية ضمن ريف دمشق لدعم احتياجاتها التشغيلية والخدمية.

آفاق التعافي الاقتصادي والخدمي:

تواجه الحكومة والإدارات المحلية تحديات مالية كبيرة بسبب ضعف ميزانية الدولة ونقص السيولة، إلا أن توجيه هذه التبرعات نحو القطاعات الخدمية والتنموية يخلق أفقاً واعداً لتحسين البنى التحتية وتمكين السكان من العودة إلى مناطقهم بأمان. وتشمل الخطط تفعيل التعليم والصحة والخدمات الأساسية بطريقة مستدامة، ما يسهم في دعم الاستقرار الاجتماعي وتقليل آثار النزوح الداخلي والخارجي.

الأثر المجتمعي والسياسي للتبرعات:

الإقبال الكبير على التبرعات يعكس رغبة المجتمع السوري في المشاركة الفاعلة بإعادة إعمار مناطقهم، ويشير إلى وعي المواطنين بأهمية التضامن المدني والمساهمة في إصلاح ما دمرته الحرب، كما يحمل الرسالة بأن دعم المجتمع المحلي والدولي يعزز قدرة الدولة على تقديم خدمات أفضل ويعيد الثقة إلى مؤسساتها، ويشكل رافعة لتحقيق استقرار اجتماعي أطول مدى. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7