شهد ريف درعا الغربي، اليوم الأحد، توترًا أمنيًا بعد توغل دورية عسكرية إسرائيلية في محيط قرية كويا بمنطقة حوض اليرموك، حيث اندلعت اشتباكات متقطعة بينها وبين مسلحين محليين.
وبحسب ما تداوله ناشطون في المنطقة، فإن قوة إسرائيلية مكونة من ثلاث آليات دخلت إلى محيط القرية، وتعرضت لإطلاق نار مباشر، لترد بالمثل قبل أن تنسحب باتجاه ثكنة الجزيرة. كما نصبت حاجزًا مؤقتًا على الطريق بين معرية وكويا، ما تسبب بحالة من الذعر والقلق بين السكان.
وفي تطور متزامن، نفذت قوات إسرائيلية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية عمليات مماثلة في ريف القنيطرة، حيث توغلت دورية عسكرية قرب الطريق الواصل بين خان أرنبة وأوفانيا، وأجرت عمليات تفتيش في المنطقة، واعتقلت أحد الأهالي قبل أن تفرج عنه لاحقًا، لتعود بعد ذلك إلى مواقعها.
هذه التحركات الميدانية ترافقت مع تصريحات سياسية لافتة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن حكومته حققت ما وصفه بـ"انتصارات على حزب الله" فتحت المجال، وفق تعبيره، لإمكانية التوصل إلى تفاهمات أمنية مع سوريا ولبنان. وأوضح نتنياهو أن هناك تقدمًا في المحادثات، لكنه شدد على أن الطريق ما زال طويلاً أمام أي اتفاق نهائي.
من جانبها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن ملف المفاوضات مع سوريا كان حاضرًا على طاولة اجتماع حكومي مصغر، وسط نقاشات مكثفة حول تداعيات التطورات الميدانية والضغوط الداخلية.
وكان قد صرّح الرئيس السوري أحمد الشرع أن المفاوضات الأمنية مع إسرائيل قد تسفر عن نتائج ملموسة في "الأيام المقبلة"، مشددًا على أن أي اتفاق محتمل يجب أن يضمن وحدة الأراضي السورية واحترام المجال الجوي السوري، مع إخضاعه لإشراف الأمم المتحدة. كما نفى أن يكون هناك أي حديث عن "سلام أو تطبيع" في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تمارس ضغوطًا مباشرة على سوريا في هذا الملف.
ولفت الشرع إلى أن الطرفين كانا قريبين من التوصل إلى اتفاق أمني في تموز الماضي، غير أن أحداث السويداء أدت إلى تجميد المحادثات، مؤكدًا أن من المبكر التطرق إلى قضايا حساسة مثل مصير الجولان المحتل.
وتأتي هذه المستجدات الميدانية والسياسية في وقت تتداخل فيه الملفات الأمنية والعسكرية مع المفاوضات الجارية، ما يجعل الجنوب السوري ساحة مفتوحة أمام احتمالات متعددة، من استمرار التوتر على الحدود، إلى إمكان التوصل إلى تفاهمات قد تغيّر مسار الصراع في المنطقة.