اغتيال نصرالله.. انتصار عسكري لإسرائيل أم سقوط في فخ الدعاية؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.21 - 03:28
Facebook Share
طباعة

اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصرالله في أيلول/سبتمبر 2024، كما تقدمه الصحف الإسرائيلية، لم يكن مجرد عملية عسكرية معقدة بل حملة دعائية تهدف إلى إعادة رسم صورة إسرائيل كقوة قادرة على اختراق "المستحيل". التفاصيل التي نشرتها "يديعوت أحرونوت" تكشف رواية مليئة بالمبالغات التقنية والمشاهد الدرامية، في محاولة لتضخيم إنجاز عسكري وإخفاء الثمن الباهظ للمواجهة مع الحزب. إسرائيل قدمت العملية على أنها "ضربة قاصمة"، بينما الوقائع الميدانية تشير إلى أنها فصل جديد في حرب الاستنزاف الطويلة، حيث يتجاوز الصراع حدود القصف إلى معركة الروايات والسيطرة على الوعي العام.

تفاصيل العملية وفق الرواية الإسرائيلية:

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن العملية التي استهدفت نصرالله بدأت بتسلل عملاء "الموساد" إلى معقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، خلال قصف جوي إسرائيلي مكثف.
العملاء –بحسب الصحيفة– حملوا طروداً مموهة وزرعوا أجهزة توجيه خاصة فوق مبنى سكني شاهق يقع أسفلُه المخبأ المركزي للحزب.
المخابرات الإسرائيلية، حصلت على معلومة تفيد بأن نصرالله سيجتمع هناك مع قائد "فيلق القدس" في لبنان الجنرال الإيراني عباس نيلفروشان، وعلي كركي، المسؤول العسكري البارز في الجنوب.
في 27 أيلول/سبتمبر 2024، نفذت عشر مقاتلات إسرائيلية ضربة مركزة باستخدام 83 قنبلة خارقة للتحصينات، بزنة طن لكل واحدة، ما أدى إلى مقتل نصرالله وقيادات أخرى ونحو 300 من عناصر الحزب.

دعاية تقنية:

إسرائيل قدمت الأجهزة المزروعة على أنها تكنولوجيات "خيال علمي"، ما يكشف رغبة في تسويق صورة مبهرة أكثر من كونها اعترافًا بواقع عملياتي.

القوة المفرطة:

استخدام 83 قنبلة بدلاً من نصف العدد المخطط له يوحي بقلق إسرائيلي من فشل الضربة، ويعكس عقلية "التدمير الكامل" بدل الثقة بالتقنيات الدقيقة.

الانهيار المزعوم:

رغم تأكيد إسرائيل أن القيادة المركزية للحزب انهارت، إلا أن تاريخ "حزب الله" مع اغتيال قادته يثبت عكس ذلك: التنظيم عادة ما يعيد بناء نفسه بسرعة ويستثمر العمليات ضده لتعزيز شرعيته الشعبية.

يرى مراقبون أن إسرائيل تسعى لتسويق الاغتيال كإنجاز عسكري حاسم، تبدو الرواية مليئة بعناصر مبالغ فيها تخدم خطاباً دعائياً أكثر من كونه اعترافًا بوقائع ميدانية صلبة. ويبقى السؤال: هل شكّلت العملية فعلًا نقطة تحول في ميزان القوى، أم أنها مجرد فصل جديد في حرب الروايات التي لا تُحسم بالقنابل فقط؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10