أمهلت عشائر الجنوب في سوريا الفصائل الدرزية عشرة أيام لإطلاق سراح الموقوفين، متوعدة في حال عدم الاستجابة بـ"اندلاع حرب شاملة في المنطقة"، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجاء هذا الموقف بالتزامن مع تنظيم وقفات احتجاجية في محافظة السويداء، للمطالبة بفك الحصار المفروض على المدينة والكشف عن مصير المختطفين.
بيان العشائر
في بيانها الأخير، أكدت العشائر أنها رفعت "جاهزيتها إلى الدرجة القصوى"، محذرة من استمرار ما وصفته بـ"ممارسات الفصائل الدرزية". كما طالبت بالإفراج الفوري عن الموقوفين، معتبرة أن أي تأخير في ذلك سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
احتجاجات متجددة
يوم الخميس تجددت التظاهرات على الطريق الواصل بين السويداء ودمشق، حيث عبّر أبناء عشائر البدو عن استيائهم من عدم تلبية مطالبهم المتعلقة بالعودة إلى منازلهم وتأمين احتياجاتهم المعيشية.
وفي بلدة القريّا، تجمع العشرات أمام صرح سلطان باشا الأطرش، فيما شهدت ساحة الكرامة في مدينة السويداء حشوداً مماثلة، إلى جانب فعاليات متزامنة في دول عدة دعماً للمطالب ذاتها.
تظاهرة 20 سبتمبر
شهدت ساحة الكرامة يوم السبت 20 سبتمبر 2025 تظاهرة جديدة رفعت شعارات تطالب بـ"حق تقرير المصير" لأهالي المحافظة، إلى جانب المطالبة بالكشف عن مصير المختطفين والإفراج عنهم.
التظاهرة تأتي في إطار سلسلة احتجاجات أسبوعية انطلقت منذ أغسطس الماضي، تعكس الغضب من الانتهاكات الأمنية والعسكرية، خصوصاً بعد أحداث يوليو 2025 التي شهدت اجتياحاً للمحافظة أسفر عن مقتل عشرات المدنيين واختطاف مئات بينهم أكثر من 75 امرأة ما يزال مصيرهن مجهولاً.
تفاصيل الحراك
تراجع عدد المشاركين مقارنة بتظاهرات أغسطس، حيث اقتصر الحضور على عشرات إلى مئات.
رفعت لافتات تطالب بالاستقلال أو "الفصل عن السلطة المركزية في دمشق"، مع رفض أي سيطرة عسكرية أو طائفية.
عُرضت صور للمفقودين، وطُرحت مطالب بعودة المهجرين قسراً إلى قراهم.
الجدل حول رفع الأعلام
أحد أكثر المشاهد إثارة للجدل كان رفع أعلام إسرائيلية وأميركية خلال التظاهرة، وهو ما أثار انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعض المراقبين رأوا في ذلك تعبيراً عن "يأس من الدعم الإقليمي التقليدي"، بينما اعتبر آخرون أن الاستنجاد بالعدو الإسرائيلي يضعف من عدالة المطالب ويمنح خصوم الحراك ذريعة لاتهامه بالسعي للانفصال أو الارتهان لقوى خارجية.
ويرى محللون أن مثل هذه الخطوات قد تحوّل القضية من إطارها الإنساني والحقوقي إلى مشروع تقسيمي يضر بمصالح أبناء السويداء أنفسهم قبل غيرهم.
استمرار الحراك في القرى
إلى جانب ساحة الكرامة، شهدت بلدة القريّا وقفة احتجاجية أمام صرح سلطان باشا الأطرش، كما خرجت مظاهرة مشابهة في مدينة شهبا شمال المحافظة، أكدت على نفس المطالب: الإفراج عن المخطوفين، فك الحصار، وعودة المهجرين.
بهذا، تبقى محافظة السويداء في دائرة توتر مفتوح، بين ضغط العشائر، وتصاعد الاحتجاجات المحلية، والجدل السياسي حول الشعارات التي يرفعها الحراك واتجاهاته المستقبلية.