تصاريح لدخول قرى فلسطينية.. خبير يحذر من "سيناريو الضفة"

2025.09.21 - 09:12
Facebook Share
طباعة

 حذّر الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي من أن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة، التي تقضي بفرض تصاريح لدخول بعض القرى الفلسطينية شمال غربي القدس، تمثل "سيناريو مصغرا" لما قد يحدث في الضفة الغربية قريبا، معتبرا أنها جزء من خطة أوسع لتفكيك الجغرافيا الفلسطينية وفرض سيطرة عسكرية كاملة عليها.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد فرضت، خلال الأيام الأخيرة، على أهالي بلدات بيت إكسا والنبي صموئيل وحي الخلايلة شمال غربي القدس المحتلة، الحصول على تصاريح خاصة لدخولها. وبموجب القرار الجديد، يُمنع من لا يمتلك تصريحا من اجتياز الحواجز العسكرية عند مداخل هذه القرى الثلاث، في خطوة يرى خبراء أنها تهدف إلى إخضاع السكان واعتبارهم "مقيمين" بدلا من أصحاب أرض.

 

قيود مشددة

وأوضح التفكجي، في تصريحات للجزيرة، أن الدخول إلى قرية بيت إكسا أصبح مرهونا بموافقة أمنية من السلطات الإسرائيلية، الأمر الذي يعقد حياة الفلسطينيين ويجعل زيارة الأقارب أو التنقل بين القرى أمرا شبه مستحيل.

أما قرية النبي صموئيل، التي لا يتجاوز عدد سكانها 150 نسمة، فقد تحولت منذ عام 1972 إلى ما وصفه الخبير بـ"المحمية المحاصرة"، بعد أن دمر الاحتلال أجزاء منها وصادر نحو 3500 دونم من أراضيها عام 1995.

وفيما يخص حي الخلايلة، أشار التفكجي إلى أن هذا التجمع الصغير، المحاط بالكامل بالمستوطنات، يعيش حاليا "تحت سيادة عسكرية إسرائيلية مطلقة"، حيث يواجه سكانه تضييقا شديدا يرقى إلى "عملية طرد تدريجية". وأوضح أن الفلسطيني المقيم في الحي يحتاج أحيانا إلى تصريحين مختلفين، أحدهما لمغادرة مكان عمله والآخر للخروج من محل سكنه، وهو ما يجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة.

 

مشهد متكرر

وصف التفكجي الوضع في حي الخلايلة بأنه "صورة مبكرة لما سيعمّم في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن سياسة الاحتلال تقوم على تفتيت الجغرافيا الفلسطينية وقطع التواصل بين المدن والقرى، بما يجعل قيام دولة فلسطينية أمرا غير قابل للتطبيق على أرض الواقع.

ورغم تزامن هذه الإجراءات مع انعقاد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تشهد اعترافات متزايدة بالدولة الفلسطينية، استبعد الخبير أن تكون هذه الخطوات مرتبطة مباشرة برد على الاعترافات الدولية. وقال إن "أي اعتراف في هذا التوقيت لا يقدم جديدا، لأن الاحتلال نجح فعليا في فرض واقع استيطاني يقيد فكرة الدولة الفلسطينية قبل أن تولد".

 

فجوات جغرافية

وأضاف التفكجي أن إسرائيل عملت على مدار عقود على خلق فجوات جغرافية بين التجمعات الفلسطينية، بحيث تبدو المناطق وكأنها جزر معزولة محاطة بالمستوطنات والطرق الالتفافية. واعتبر أن القرار الأخير بفرض التصاريح على القرى الثلاث جزء من هذه السياسة المستمرة، التي تهدف إلى تحويل حياة الفلسطينيين اليومية إلى سلسلة من العراقيل والمعاناة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7