تصريحات الشرع تشعل تفاعلًا في سوريا

2025.09.20 - 07:00
Facebook Share
طباعة

 أثارت تصريحات الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، حول موقف بلاده من إسرائيل وتصرفاتها العسكرية، موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الإقليمي. الشرع أكد في مقابلة مع صحيفة تركية، نقلتها وسائل إعلام محلية، أن سوريا "تعرف كيف تحارب لكنها لم تعد تريد الحرب"، مشدداً على أن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل أصبح "لا مفر منه"، رغم عدم الثقة بالجانب الإسرائيلي.


وأشار الشرع إلى أن الهجوم الإسرائيلي على مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع السورية في دمشق يُعتبر إعلان حرب واضحاً، لكنه وصف الموقف السياسي والحكومي بـ"البرجماتي"، مؤكداً أن سوريا مضطرة للتفاوض حفاظاً على مصالحها وأمنها القومي. وأضاف الرئيس السوري أن أحداث السويداء الأخيرة تمثل "فخاً مدبراً" استُغل في توقيت حساس كانت فيه المفاوضات مع إسرائيل على وشك الانتهاء.


تصريحات الشرع تعكس مزيجاً من القلق السياسي والاستراتيجية الواقعية، إذ يرى مراقبون أن دمشق تحاول تقديم نفسها كدولة قادرة على الدفاع عن سيادتها، بينما تسعى في الوقت ذاته لتجنب تصعيد عسكري قد يهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي. هذه المواقف برغم حساسيتها، تشير إلى رغبة الحكومة السورية في الحفاظ على مسار تفاوضي حتى مع خصم تاريخي مثل إسرائيل، وهو ما يعكس ما وصفه المحللون بـ"البرجماتية السياسية".


وعلى صعيد آخر، تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع خطوات دبلوماسية مهمة، أبرزها رفع علم سوريا فوق مبنى السفارة السورية في واشنطن، في إشارة إلى تحسن العلاقات بين دمشق والولايات المتحدة. وأكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن هذه الخطوة تعكس تطلع سوريا لرفع جميع العقوبات، بما فيها قانون قيصر، وتعكس رغبة دمشق في إعادة الانخراط في النظام الدولي.


يرى بعض المحللين أن تصريحات الشرع تمثل رسالة مزدوجة؛ فهي تؤكد أن دمشق لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام تفاوض سياسي مع إسرائيل والولايات المتحدة، مما قد يكون له أهداف سياسية واقتصادية مستقبلية، منها تخفيف الضغوط الدولية وتحسين وضع سوريا على الساحة الإقليمية والدولية.


في الخلاصة، تصريحات الشرع حول الثقة بإسرائيل والحاجة إلى اتفاق أمني تكشف عن صعوبة الموازنة بين الحفاظ على السيادة الوطنية ومواجهة التهديدات الإقليمية، بينما يحاول النظام السوري إدارة هذه الملفات ضمن إطار برجماتي يعكس واقع التوازنات الدولية الحالية في الشرق الأوسط.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9