العملية الأميركية في حماة: خطوات واستهدافات
سامر الخطيب
نفذت القيادة المركزية الأميركية، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، عملية عسكرية دقيقة في ريف حماة الجنوبي، أسفرت عن مقتل عنصر بارز في تنظيم "داعش"، ويدعى عمر عبد القادر. وأوضحت القيادة أن الهدف من العملية كان استهداف شخصية تشكل تهديداً مباشراً للأراضي الأميركية، وأن مقتله يحد من قدرة التنظيم على التخطيط وتنفيذ هجمات مستقبلية ضد المواطنين الأميركيين أو شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
تفاصيل العملية:
بدأت العملية منتصف ليلة الخميس – الجمعة، وشملت اقتحام منزل المستهدف في بلدة جرجيسة بريف حماة الجنوبي. وتضمنت الخطوة الأولى تطويق المنزل بالكامل، مع حظر الدخول والخروج من الحي لضمان السيطرة الكاملة على الموقع وتأمين محيطه. ثم تم تفجير باب المنزل لتسهيل الوصول إلى الداخل، ما أدى إلى حالة من الرعب والخوف بين السكان المحليين.
بعد اقتحام المنزل، قامت القوات بتقييد الأفراد الموجودين داخله مؤقتاً، قبل التحقيق معهم حول نشاطات الشاب المستهدف وتحديد موقعه بدقة. أشارت المعلومات إلى أن عمر عبد القادر سبق وأن قضى سنوات في سجون لبنان والسوري، قبل أن يُطلق سراحه ويعود للعيش مع أسرته في البلدة. ومع ذلك، فقد تم استهدافه داخل المنزل بعد تحديد مكانه، وأصيب بطلقات نارية في الصدر والرقبة، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وأضافت القيادة المركزية الأميركية أن العملية شملت إجراءات دقيقة لضمان استهداف العنصر الإرهابي فقط، وتقليل الأضرار الجانبية على المدنيين والأحياء المجاورة. وأكد الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية، أن هذه العمليات تندرج ضمن استراتيجية الولايات المتحدة لملاحقة عناصر تنظيم "داعش" الفاعلين، ومنعهم من تنفيذ أي هجمات محتملة ضد الأراضي الأميركية أو حلفائها.
خلفية العملية:
تأتي عملية جرجيسة في سياق سلسلة من العمليات المماثلة التي نفذها التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية في مناطق مختلفة من شمال ووسط سوريا، بما في ذلك ريف إدلب وريف حلب. هذه العمليات ركزت على استهداف القيادات البارزة في التنظيم، ومنعهم من إعادة التنظيم أو السيطرة على مناطق جديدة، خاصة بعد الانسحاب الجزئي لقوات التحالف الدولي من بعض قواعدها في البادية السورية.
وأكدت المعلومات أن مثل هذه العمليات تأتي بعد مراقبة دقيقة وتحليل استخباراتي مستمر، لتحديد مواقع عناصر التنظيم والتحركات التي قد تشكل تهديداً للأمن الدولي. وقد اعتمدت العملية على تحركات دقيقة، شملت استخدام طائرات مروحية للتغطية الجوية، وتنسيقاً مع وحدات أرضية لتنفيذ الاقتحام وضمان السيطرة على كامل موقع المستهدف.
