واشنطن تنهي "الحماية المؤقتة" للسوريين: آلاف مهددون بالترحيل خلال 60 يومًا

2025.09.20 - 03:50
Facebook Share
طباعة

في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إنهاء برنامج الحماية المؤقتة (TPS) الممنوح للمواطنين السوريين منذ عام 2012، وهو القرار الذي يطال أكثر من 6 آلاف مقيم إضافة إلى نحو ألف طلب لم يُبت فيه بعد. القرار يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الضغوط على الجالية السورية في الولايات المتحدة، وسط تحذيرات حقوقية من تداعيات إنسانية جسيمة.

 

مبررات الإدارة الأميركية

قالت مساعدة وزير الأمن الداخلي والمتحدثة باسم الوزارة، تريشيا ماكلولين، إن الظروف في سوريا "لم تعد تمنع مواطنيها من العودة بأمان"، معتبرة أن استمرار بقاء السوريين في الولايات المتحدة لم يعد متوافقًا مع المصالح الوطنية الأميركية.
وأوضحت أن القرار يمنح المشمولين به مهلة 60 يومًا لمغادرة البلاد طوعًا، مع عرض يشمل تذكرة طيران مجانية، مكافأة مالية بقيمة 1000 دولار، وإمكانية النظر مستقبلًا في طلبات هجرة قانونية.

 


برنامج الحماية المؤقتة أُطلق في واشنطن لحماية رعايا الدول التي تعاني من نزاعات مسلحة أو كوارث طبيعية، ويمنح المقيمين وضعًا قانونيًا مؤقتًا يحول دون ترحيلهم. بالنسبة للسوريين، كان البرنامج بمثابة شريان حياة منذ اندلاع الحرب عام 2011، إذ وفر لهم استقرارًا قانونيًا واقتصاديًا على مدى أكثر من عقد.

 

ترحيل قسري محتمل

من المتوقع أن تبدأ سلطات الهجرة الأميركية إجراءات الترحيل خلال الأسابيع المقبلة، في حال رفض بعض السوريين المغادرة طوعًا. ورغم الحوافز المالية التي رُصدت، يبقى القلق الأكبر من المصير الذي ينتظر الأسر المستقرة في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، خاصة مع استمرار هشاشة الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي داخل سوريا.

 

الاعتراضات والتحركات القانونية

منظمات حقوقية أميركية وأخرى سورية في المهجر سارعت إلى إعلان نيتها الطعن في القرار أمام القضاء، معتبرة أنه "غير إنساني" ويُعرّض العائدين لمخاطر مباشرة. وحذّرت هذه المنظمات من "تشتيت الأسر وقطع مستقبل آلاف الأطفال والشباب" الذين اندمجوا في المجتمع الأميركي.

 


بينما ترى واشنطن أن القرار يعكس تحسن الظروف في سوريا، يرى مراقبون أن الدافع الحقيقي يرتبط بالسياسات الداخلية الأميركية وضغوط ملف الهجرة. وفي وقت يُنتظر أن تتحرك المحاكم للنظر في الطعون، يبقى آلاف السوريين أمام معادلة قاسية: مغادرة طوعية مشروطة، أو مواجهة الترحيل القسري إلى بلد ما يزال بعيدًا عن الاستقرار الكامل.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5