البرازيل تلتحق بجنوب أفريقيا: تصعيد قانوني عالمي ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية
في خطوة جديدة تعكس تزايد الزخم الدولي ضد السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة، أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي أن البرازيل قدّمت، يوم 17 سبتمبر الجاري، إعلانًا رسميًا بالتدخل في الدعوى المقامة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن اتهامات بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
تفاصيل المذكرة البرازيلية
بحسب بيان المحكمة، استندت البرازيل في تحركها إلى المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة، والتي تخوّل الدول الأطراف في اتفاقية 1948 الخاصة بمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التدخل في القضايا المتعلقة بتفسير الاتفاقية.
وأوضحت البرازيل في مذكرتها أن تفسير المواد الأولى والثانية والثالثة من الاتفاقية بات موضع نزاع قانوني، مؤكدة أن أي حكم تصدره المحكمة سيكون ملزمًا لها بصفتها طرفًا في الاتفاقية. كما عرضت رؤيتها القانونية بخصوص تعريف الإبادة الجماعية ومحددات الالتزامات الدولية في منعها والمعاقبة عليها.
تفاعل الأطراف
وطلبت المحكمة من جنوب أفريقيا وإسرائيل تقديم ملاحظاتهما المكتوبة حول تدخل البرازيل، وفقًا للمادة 83 من قواعد المحكمة. ويُتوقع أن يثير هذا التدخل نقاشًا قانونيًا إضافيًا حول نطاق الدعوى والتفسيرات المرتبطة بالاتفاقية.
كانت جنوب أفريقيا قد رفعت القضية ضد إسرائيل في 29 ديسمبر 2023، متهمةً إياها بارتكاب انتهاكات جسيمة لاتفاقية منع الإبادة الجماعية خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، أصدرت المحكمة الدولية سلسلة من التدابير المؤقتة تُلزم إسرائيل باتخاذ خطوات عاجلة لمنع وقوع أعمال إبادة، إلا أن تل أبيب واصلت عملياتها العسكرية وسط إدانات واسعة.
اتساع دائرة التدخل الدولي
بانضمام البرازيل، تتعزز قائمة الدول المتدخلة في هذه القضية، والتي تضم كولومبيا والمكسيك وإسبانيا وتركيا وتشيلي وإيرلندا ودولًا أخرى. ويشير هذا التوسع إلى تحول القضية إلى اختبار دولي واسع النطاق لاتفاقية منع الإبادة، وإلى تصاعد الضغوط السياسية والقانونية على إسرائيل في المحافل الدولية.
يمثل التحرك البرازيلي مؤشرًا إضافيًا على انخراط قوى إقليمية كبرى من خارج العالم العربي في مواجهة قانونية متصاعدة ضد إسرائيل. ومع تراكم مذكرات التدخل من دول متعددة، تتحول قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية إلى منصة مركزية لتشكيل تفسير ملزم لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، ما قد يترك أثرًا طويل المدى على منظومة العدالة الدولية وعلى موقع إسرائيل داخلها.
