إبادة أم احتلال؟ إسرائيل تشن أعنف هجوم بري وجوي على غزة

2025.09.20 - 02:15
Facebook Share
طباعة

استفاقت مدينة غزة صباح السبت على موجة عنف جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي كثف القصف الجوي على أحياء متفرقة من القطاع، فيما تقدمت دباباته لأول مرة في محيط شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان، أحد أبرز الشوارع الرئيسية في المدينة. ثلاث فرق إسرائيلية تشن هجوماً متزامناً، في ما يبدو أنه محاولة لإحكام السيطرة على قلب المدينة، وسط تصاعد التحذيرات الدولية من الكارثة الإنسانية التي تتكشف على الأرض.


المصادر الطبية في غزة أكدت استشهاد 31 فلسطينياً بنيران الاحتلال، بينهم 26 قتيلاً في مدينة غزة وحدها. الدفاع المدني الفلسطيني أعلن نزوح نحو 450 ألف شخص من المدينة إلى جنوب القطاع منذ بداية الهجوم العسكري الإسرائيلي نهاية أغسطس، بينما الجيش الإسرائيلي قدر عدد النازحين بنحو 480 ألفاً، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة يومياً.


الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف ما يحدث في غزة بأنه "أسوأ ما شاهده في حياته"، محذراً من أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تدمير غزة وفرض ضم تدريجي للضفة الغربية. التحركات العسكرية الأخيرة، بما فيها دخول الدبابات الشوارع الرئيسية للمدينة، توضح أن الاحتلال يسعى لإقامة وقائع جديدة بالقوة، في تجاهل صارخ للقوانين الدولية والحقوق الفلسطينية.


في مواجهة هذه المأساة، أعلنت فرنسا أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية يوم الاثنين، فيما ستتخذ البرتغال خطوة مماثلة يوم الأحد، وسط توقع أن تحذو نحو عشر دول أخرى حذوها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الخطوات، رغم رمزيّتها، تأتي متأخرة أمام حجم الدمار والهجوم الذي يواجهه المدنيون يومياً.

اتهامات بالإبادة الجماعية
تقرير مستقل للأمم المتحدة خلُص لأول مرة إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في غزة، وأن كبار قادة الدولة حرضوا على هذه الجرائم. في المقابل، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نفى اطلاعه على التقرير، معتبراً أحداث السابع من أكتوبر "إبادة جماعية" أيضاً، في محاولة للتخفيف من حجم الانتهاكات أمام المجتمع الدولي.


تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأخير يظهر استراتيجية ممنهجة لتدمير غزة وتهجير المدنيين، مع فرض وقائع على الأرض عبر القوة العسكرية. دخول الدبابات إلى قلب المدينة يشكل خطوة خطيرة لم يسبق لها مثيل، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لوقف سياسة الاحتلال أو السكوت عن واحدة من أخطر الجرائم في القرن الحادي والعشرين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1